responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 80

فقد غفرت لك فعمل على كشف و تحقق و هذا ثابت في شرعنا بلا شك فأهل الحديث أيضا لهم في مثل هذا قدم و لكن ليس هم مخصوصين به بل يشاركهم فيه من ليس بمحدث من الأولياء و قد عرفت صفة المحدثين فيما قبل و صفة النبيين فقف عند ذلك وَ اللّٰهُ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ

(السؤال الثامن و الخمسون)أين مكانهم منهم

الجواب مكان التابع من المتبوع و هو المشي على الأثر قال شيخنا محمد بن قائد رأيت في دخولي عليه أثر قدم أمامي فغرت فقيل لي هذه قدم نبيك فسكن ما بي

[الدولة المحمدية جامعة لأقدام النبيين و المرسلين]

فاعلم أن هذه الدولة المحمدية جامعة لأقدام النبيين و المرسلين عليهم السلام فأي ولي رأى قدما أمامه فتلك قدم النبي الذي هو له وارث

[أما قدم محمد ص لا يطأ أثره أحد كما لا يكون على قلبه أحد]

و أما قدم محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فلا يطأ أثره أحد صلى اللّٰه عليه و سلم كما لا يكون أحد على قلبه فالقدم التي رآها محمد بن قائد أو يراها كل من يراها فتلك قدم النبي الذي هو له وارث و لكن من حيث ما هو محمدي لا غير و لهذا قيل له قدم نبيك و لم يقل له هذه قدم محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فإن كان الشيخ فهم منه ما ذكرناه فهو من أهل الحديث و الكمال و إن كان فهم منه قدم محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فذلك صدع أصاب عين فهمه و لهذا قال السائل أين مكانهم منهم و لم يقل منه و المكان هنا يعني به المكانة

[الشيخ عبد القادر كان صاحب حال لا صاحب مقام]

و حكي عن عبد القادر الجيلي أنه قال حين قيل له ما قاله هذا الشيء كنت في المخدع و من عندي خرجت له النوالة يعني الخلعة التي أعطى لأنه سئل عنه فقال ما رأيته في الحضرة فقيل ذلك لعبد القادر فلذلك قال كنت في المخدع و سمي النوالة و كان كما قال و إنما قال في المخدع و لم يسم مكان صونه و عينه بهذا الاسم ليعلم بخداع اللّٰه محمد بن قائد حيث حكم بأنه ما رأى عبد القادر في الحضرة في معرض النفاسة عليه فإن حضرة محمد بن قائد في هذه الواقعة هي حضرته التي تختص به من حيث معرفته بربه لا حضرة الحق من حيث ما يعرفه عبد القادر أو غيره من الأكابر فستر عنه مقام عبد القادر خداعا فهم ذلك عبد القادر فقال كنت في المخدع و قوله أن من عنده خرجت النوالة له يدل على أن عبد القادر كان شيخه في تلك الحضرة و على يديه استفادها و جهل ذلك محمد بن قائد فإن الرجال في ذلك كانوا تحت قهر عبد القادر فيما يحكى لنا من أحواله و أحوالهم و كان يقول هذا عن نفسه فيسلم له حاله فإن شاهده يشهد له بصدق دعواه فإنه كان صاحب حال مؤثرة ربانية مدة حياته لم يكن صاحب مقام و ما انتقل إلى حال أبي السعود و إن كان تلميذه إلا عند موته و هي الحال الكبرى و كانت هذه الحال مستصحبة لأبي السعود طول حياته فكان عبدا محضا لم تشب عبوديته ربوبية فاعلم ذلك

[لا يرث أحد نبيا على الكمال و إلا كان مثله]

ثم لتعلم أن مكان كل واحد من نبيه الذي هو وارثه إنما مكانه منه على الحال التي أثمر له طريقه فإنه لا يرث أحد نبيا على الكمال إذ لو ورثه على الكمال لكان هو رسولا مثله أو نبي شريعة تخصه يأخذ عمن يأخذ عنه و ليس الأمر كذلك إلا أن الروح الذي يلقي على ذلك النبي تمتد منه رقيقة ملكية لقلب هذا الرجل الوارث في صورة حالة مشوبة في ظاهرها بصورة ذلك الملك و تسمى تلك الروحانية باسم ذلك الملك و تخاطب هذا الوارث و يخاطبها هذا الوارث بقدر حاله و ينطلق على تلك الرقيقة اسم ذلك الروح و ربما بعض الورثة يتخيل أنه عين الروح الذي كان يلقي على ذلك النبي و أنه الروح عينه و الصور مختلفة و ليس الأمر كذلك و الخطاب من حيث الصورة لا من حيث الروح و تتعين المرتبة بالصورة

[معرفة الإنسان بنفسه و مرتبته لا تعلم إلا من الصورة]

فمعرفة الإنسان بنفسه و مرتبته لا تعلم إلا من الصورة و من هنا يتخيل من لا تمكن له في المعارف الإلهية ذوقا إنه نبي أو قد نال درجة أنبياء الشرائع و لهذا قال بعض السادة من رجال اللّٰه جعلك اللّٰه محدثا صوفيا و لا جعلك صوفيا محدثا فإن الغالب أن تكون بحكم الأصل المتقدم إلا أن يعصم اللّٰه فمعرفة المكان الذي لنا من الأنبياء واجب علينا العلم به لئلا نكون ممن ليس عليه في ذلك و لا سيما و اللّٰه يقول وَ لَوْ جَعَلْنٰاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنٰاهُ رَجُلاً وَ لَلَبَسْنٰا عَلَيْهِمْ مٰا يَلْبِسُونَ و لَوْ كٰانَ فِي الْأَرْضِ مَلاٰئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنٰا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمٰاءِ مَلَكاً رَسُولاً و لو كان رجلا لظهر في صورة ملك للالتباس المطلوب الذي هو صورة عملهم ليعلم أنه ما أتى عليهم إلا منهم فما جنوا إلا ثمرة أعمالهم هذا هو الحق

(السؤال التاسع و الخمسون)أين سائر الأولياء

الجواب في النور خلف حجاب السبحات الوجهية من الأنوار و الظلم في نور ممتزج بينهما كنور الأسحار و هو السدفة و أما المؤمنون فإنهم في النور العام المبطون في ظلم الحجب و منه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست