responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 75

لا أينية له هو نحن فأعياننا أين لظهوره

[حقيقة المكان لا تقبل المكان]

فحقيقة المكان لا تقبل المكان و دع عنك من يقول المتمكن في المكان مكان لمكانه و فرض بين التمكن و المكان حركتين متضادتين تعطي حقيقة المكانية لكل واحد منهما و هذا من قائله توهم من أجل ما ذهب إليه و الحقيقة هي ما قررناه من أن المكان لا يقبل المكان فلا أين للأين لمن هو أين له و هذا كله في المظاهر الطبيعية و أما في المعاني المجردة عن المواد فهي المظاهر القدسية للأسماء التي لا تقبل نسب التشبيه فالعلم بها أن لا علم كما روى عن الصديق أنه قال في مثل ما ذكرناه العجز عن درك الإدراك إدراك فانقلب التنزيه عن الأين لمن يقبل التشبيه فلا تشبيه في العالم و لا تنزيه فإن الشيء لا يتنزه عن نفسه و لا يشبه بنفسه فقد تبينت الرتب و علم ما معنى النسب و الحمد لله وحده أن علم عبده

(السؤال الثاني و الخمسون)أين خزائن سعى الأعمال

الجواب ذوات العمال فإن أراد تجسد هذا السعي فخزانته الخيال و إن أراد أين يختزن ففي سدرة المنتهى فإن أراد ما لها من الخزائن الإلهية فخزانة الاسم الحفيظ العليم

[تعداد خزائن السعي و أقسام العاملين]

و اعلم أن خزائن هذا السعي خمس خزائن لا سادسة لها و عباد اللّٰه رجلان عامل و معمول به فالمعمول به ليس هو مقصودنا في هذا الباب من هذا الفصل و إنما مقصودنا سعى الأعمال من حيث نسبتها إلى العاملين و العاملون ثلاثة عامل هو حق و عامل بحق و عامل هو خلق و كل له سعى في العمل بحسب ما أضيف إليه فإن اللّٰه قد نسب الهرولة إليه و هي ضرب من السعي سريع و

قد قال إن اللّٰه لا يمل حتى تملوا ثبت هذا في الحديث الصحيح

[سعى العمل الذي هو الحق]

فأما سعى العمل الذي هو حق فالعمل يطلب الأجر بنفسه ليجود به على عامله و العامل هنا ما يعطي حقيقته قبول الأجر و لا بد من الأجر فيكون إذا الأجر الثناء لا غير فإنه يقبل الثناء هذا العامل الذي هو حق و لا يقبل القصور و لا الحور و لا الولدان و لا التجليات فإن كان العمل مما يتضمن الحسن و القبح أو لا حسن و لا قبح فلا يضاف العمل إلى هذا العامل من حيث ما هو محكوم عليه بحسن أو قبح أو لا حسن و لا قبح بل يضاف إليه معرى عن الحكم بنفي أو إثبات و صاحبه أكمل الناس نعيما في الجنة و لذة و أرفعهم درجة و ما له من الجنات من حيث هذا العمل سوى جنة عدن و العمل يطلب نصيبه في جميع الجنان من حيث ما هو عمل لا غير فيعود به على صاحبه بل يكون له مركبا إلى كل درجة في جميع الجنات و هو المراد بقوله تعالى عنه نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشٰاءُ إلى هنا و قوله فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ ليس هم هؤلاء بل العاملون بحق و بخلق إلا أن يريد بقوله فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ الثناء فهو لهم فإن لفظة نعم و بئس للمدح و الذم و العامل هنا حق و الثناء له حق و نعم كلمة محمدة و مدح فيكون بهذا التأويل تمام الآية له و التبوؤ في الجنات للعمل لا له فالمحل الذي ظهر فيه العمل و هو أنت هو الذي يتبوأ من الجنة بعناية عمله الظاهر فيه ما شاء إذ الصورة الطبيعية منه تطلب النعيم المحسوس و المتخيل فلهذا أبيحت الجنات له بحكم مشيئته بشفاعة العمل الحق فخزائن هذا السعي كلها أنوار مباحها و مندوبها و واجبها و محظورها و مكروهها في حكم الظاهر المقرر عند علماء الرسوم ممن ليس له كشف منهم و هو عند علماء الرسوم الذين لهم الكشف الأتم في معرفة الشرائع أعني هذا الذي ظهر فيه هذا العمل على هذه الصفة ما تصرف إلا فيما حسنه الشرع و قبله وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ

[سعى من كان عمله بحق]

و أما سعى من كان عمله بحق فيقرب من هذا أنه لما شاهد ذاته عاملة و هو من أهل إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ و من أهل لا حول و لا قوة إلا بالله نقص عن ذلك الأول فكان صاحب كشف في عمله لاخذ الحق بناصيته في جميع ما يتصرف فيه فامتلأت خزائنه الخمسة عندنا و الستة عند أبي حنيفة نورا خالصا و نورا غير خالص و نورا مزيلا لظلمة كانت قبله فكان ممتزج الأحوال فلو لا عناية هذا الحضور و الكشف في حال السعي لما تم له هذا السعد الذي حصل له من إزالة ظلمته فهذان الصنفان من أصحاب الأعمال في النور ف‌ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ

[من كان سعى عامله خلق]

و أما من كان سعى عامله خلق فترفع له خزائن الواجبات أعني الفرائض في العمل و الترك و المندوبات في العمل و الترك ممتلئة نورا مشوبا بكون دون أنوار من ذكرناهم و ترفع لهم خزائن المباحات فارغة في العمل و الترك إلا من ترك المباح أو عمله لكونه مباحا ففيها نور يليق بهذا النوع فكأنه نور من وراء حجاب مثل ضوء الشمس من خلف السحاب الرقيق فإن نظر إلى تضمن ذلك المباح ترك محظور أو مكروه و لم يخطر له ترك واجب أو مندوب فإن نوره يكون أتم قليلا و أضوأ من النور الأول المعرى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست