responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 76

عن هذا الخاطر فإن خطر له أن ذلك المباح يتضمن ترك مندوب أو واجب من واجب يوجبه على نفسه كمن نذر صيام يوم لا بعينه و له إن شاء أن يصومه في هذا اليوم و هو صوم واجب و لكن لا في هذا اليوم و لا بد و إن صامه في هذا اليوم المباح له ترك الصوم فيه فقد أدى واجبا فإن نوره في خزانته هذه بين النورين المتقدمين و ترفع له خزائن المحظورات في العمل و الترك و المكروهات في العمل و الترك أما خزائن المحظورات ظلمة محضة و أما خزائن المكروهات فسدفة فإن كان حصره في وقت المحظور الايمان به أنه في محظور و كذلك في المكروه فيكون خزائن المحظور ممتلئة سدفة و خزائن المكروه كالأسفار و الشفق و ما ثم عامل في المؤمنين أو الموحدين إلا هؤلاء خاصة و أما من سوى المؤمن أو الموحد فلا كلام لنا معه في هذا الفصل من حيث قصد السائل

[لكل عامل مدخل إلى خزائن سعى الأعمال بحسب سعيه]

و أما من حيث سعى الأعمال فإن لكل عامل مدخلا في هذا الفصل بحسب سعيه من معطل و مشرك و كافر و جاحد و منافق و مأثم شقي سوى هؤلاء الخمسة و في الكلام على مناهجهم تفصيل يطول و كل يجري في طلقه إلى أجل مسمى و ما منهم إلا من يقول أنا من الأشياء فلا بد لي من الرحمة فإن قائلها ليس من صفته التقييد إذ لو تقيد لخرج عنه ما لا يمكن أن يكون إلا به فمن المحال خروج شيء عنه فمن المحال تقييده فمنا من تفيض عليه الرحمة من خزائن الوجوب و منا من تفيض عليه الرحمة من خزائن المنن التي ذكرناها فالكل طامع و المطموع فيه واسع إِنَّ رَبَّكَ وٰاسِعُ الْمَغْفِرَةِ أ ترى هذه السعة الربانية تضيق عن شيء هي لم تضق عن الممكنات إذ كانت في الشر المحض فكيف تضيق عن الممكنات إذ هي في الشر المشوب هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقىٰ فيخصه بالرحمة الموجبة بالصفة الموجبة فَسَأَكْتُبُهٰا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ممن لم يتق فيخصه برحمته المطلقة و هي رحمة الامتنان و لا تتقيد بحصر فهذا جواب خزائن سعى الأعمال على الإيجاز و البيان

(السؤال الثالث و الخمسون)من أين تعطي الأنبياء

الجواب الأنبياء على نوعين أنبياء تشريع و أنبياء لا تشريع لهم و أنبياء التشريع على قسمين أنبياء تشريع في خاصتهم كقوله إِلاّٰ مٰا حَرَّمَ إِسْرٰائِيلُ عَلىٰ نَفْسِهِ و أنبياء تشريع في غيرهم و هم الرسل عليهم السلام أما الأنبياء الذين هم الرسل فمن حضرة الملك الذي هو ملك الملك و أما الأنبياء غير المرسلين فمن حضرة الاختصاص و أما الأنبياء الذين لا يوحي إليهم الروح المخصوص بذينك الصنفين فمن حضرة الكرم و الكل من عين المنة و الرحمة و هو الجامع

[الدائرة العظمى العامة التي هي النبوة المطلقة]

فأما الدائرة العظمى العامة التي هي النبوة المطلقة فمن أعطيها من حيث إطلاقها فلا يعرف أحد ما لديه و ما أتحفه به ربه و هو أيضا لا يعرف قدر ذلك لأنه لا يقابله ضد فيها فيتميز عنه و أما من أعطى منها من باب الرحمة به و تولى الحق بضرب من العطف عليه تعليمه فتعرف إليه بعوارفه ثم عرفه من غيبه ما شاء أن يعرفه كخضر الذي قال فيه آتَيْنٰاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنٰا أي رحمناه فأعطيناه هذا العلم الذي ظهر به و إن أراد تعالى أنه أعطاه رحمة من عنده جعلها فيه ليرحم بها نفسه و عباده فيكون في حق الغلام رحمة أن حال بينه و بين ما كان يكتسبه لو عاش من الآثام إذ قد كان طبع كافرا و أما رحمته بالملك الغاصب حتى لا يتحمل وزر غصبه تلك السفينة من هؤلاء المساكين فالرحمة إنما تنظر من جانب الرحيم بها لا من جانب صاحب الغرض فإنه جاهل بما ينفعه كالطبيب يقطع رجل صاحب الأكلة رحمة به لبقاء نفسه فالرحمة عامة من الرحيم الراحم و لم أر أحدا أعطى النبوة المطلقة التي لا تشريع لها إلا إن كان و ما عرفته فهذا لا يبعد فإني رأيت من أولياء اللّٰه تعالى ما لا أحصيهم عددا أنفعنا اللّٰه بهم و أما من أعطى النبوة المقيدة بالشرع الخاص به فما على الأرض منهم اليوم أحد و لا يراهم أحد إلا في الموافقة و هي المبشرات و أما النبوة المقيدة بالشرائع ففي الزمان منهم اليوم الياس وَ إِنَّ إِلْيٰاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ و إدريس و عيسى و اختلف في الخضر بين النبوة و الولاية فقيل هو نبي و قيل ولي

(السؤال الرابع و الخمسون)أين خزائن المحدثين من الأولياء

الجواب في حضرة الحق من الحضرات الإلهية و في المظاهر الإلهية مما وقعت عليه العين أو بعض الحواس من صامت معتاد و ناطق

تحدثني في ناطق ثم صامت و غمز عيون ثم كسر حواجب

[من حديث اللّٰه مع خلقه]

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في هذا الفصل إذا قال الإمام سمع اللّٰه لمن حمده فقولوا ربنا و لك الحمد فإن اللّٰه قال على لسان عبده سمع اللّٰه لمن حمده فهذا من حديث اللّٰه مع خلقه و قال تعالى فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست