responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 546

العقلي أبدا لكنه قد يكون له العلم به و بمرتبته من غير أن يكون له أثر فيه و هو الذوق و قد يوهب السكر العقلي ابتداء ذوقا فلا يتمكن له أن يكون له ذوق في السكر الطبيعي لكن قد يتنقل إلى السكر الإلهي ذوقا فيزول عنه حكم السكر العقلي ذوقا و حالا و يبقى له العلم به من طريق الذوق لأنه قد تقدمه ذوقه قبل أن ينتقل فهكذا هو الأمر في سكر أهل الطريق في الإلهيات و أما في غير الإلهيات فقد يمكن أن يجمع بين السكرين في الصورة و إذا حققت الأمر فيه وجدته على خلاف ذلك فإنه قد يتخيل في الإنسان أنه إذا علم شيئا فهو صاحب ذوق له و ليس الأمر كذلك فإن الذوق لا يكون إلا عن تجل و العلم قد يحصل بنقل الخير الصادق الصحيح فهكذا فلتعرف طريق اللّٰه يا ولي فقد أعطيتك ميزان الأمور في هذه المقامات و أريتك مستندها و ما تجد هذا البيان في غير هذا الكتاب في كلام هذه الطائفة إلا أن تكون إشارات منهم إلى ذلك في بعض ما ينقل عنهم فإنهم عالمون به ضرورة إذا كانوا أصحاب ذوق و هم أصحاب ذوق إذ لا يكون منهم إلا من هو صاحب ذوق فالطبع يشهده فيسكر و العقل يشهده فيسكر و السر يشهده فيسكر و لا تجتمع هذه الإسكارات أبدا لا حد في وقت واحد و إن كان الكل من أهل اللّٰه كما أن الظالم لنفسه ما هو مقتصد فيما هو ظالم و لا سابق فيما هو مقتصد مع كون كل واحد منهم مصطفى من ورثة الكتاب الإلهي بل يعطي الكشف الصحيح أنه لا يكون ظالما لنفسه من ذاق الاقتصاد و كذا ما بقي من غير تقييد فإن حكم الأذواق في الأمور و حصول العلم عنها ما هو مثل حكم سائر الطرق فاعلم ذلك وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ وَ لَوْ شٰاءَ لَهَدٰاكُمْ أَجْمَعِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ

«الباب السابع و الأربعون و مائتان في الصحو»



الصحو يأتي بعين العلم و الأدب إن لم يكن صيلما للحكم و السبب
و وارد الصحو أقوى عند طائفة من وارد السكر إذ يغني عن الطرب
و اللهو تحيا به كل النفوس و ما في وارد الصحو من لهو و من لعب
لذاك قواه أقوام و أضعفه قوم و عندي فحكم الوقت للنسب

[الصحو عند القوم رجوع إلى الإحساس بعد الغيبة بوارد قوي]

اعلم أن الصحو عند القوم رجوع إلى الإحساس بعد الغيبة بوارد قوي و اعلم أنهم قد جعلوا في حد السكر أنه وارد قوي و كذلك الصحو أنه وارد قوي و ما قالوا إنه أقوى و ذلك أن المحل الموصوف بالسكر و الصحو لهذين الواردين مع استوائهما في القوة فيتمانعان بل وارد السكر أولى فإنه صاحب المحل فله المنع و لكن لا يتمكن لورود وارد على محل إلا بنسبة و استعداد من المحل يطلب بتلك النسبة أو الاستعداد ذلك الوارد المناسب و إن تساوت الواردات فإذا جاء الوارد و في المحل غيره فوجد النسبة و الاستعداد يطلبه حكم عليه و أزال عنه حكم الوارد الآخر الذي كان فيه لا لقوته و ضعف الآخر بل للنسبة و الاستعداد*

[الصحو لا يمكن إلا بعد السكر]

و اعلم أنه لا يكون صحو في هذا الطريق إلا بعد سكر و أما قبل السكر فليس بصاح و لا هو صاحب صحو و إنما يقال فيه ليس بصاحب سكر بل يكون صاحب حضور أو بقاء و غير ذلك ثم اعلم أن صحو كل سكران بحسب سكره على ميزان صحيح فلا بد أن يأتي بعلم محقق استفاده في غيبة سكره فإن كان صحوه صيلما فما كان قط سكران سكر الطريق إذ العلم شرط في الصاحي من السكر هكذا هو طريق أهل اللّٰه لأن الجود الإلهي ما فيه بخل و لا في قدرته عجز فإذا صحا كتم ما ينبغي أن يكتم و أذاع ما ينبغي أن يذاع و قوله في حال صحوه مقبول لأنه شاهد عدل و قول السكران و إن كان شاهد عدل فإنه لا يقبل إذا ناقض قول الصاحي و إن كان حقا و لكن إذا قيل الحق في غير موطنه لم يقبل و ربما عاد وباله على قائله مع كونه حقا إذ كل قول حق لا يكون محمودا عند اللّٰه و هذا معلوم مقرر في شرع اللّٰه في العموم و الخصوص كالشبلي و الحلاج فقال الشبلي شربت أنا و الحلاج من كأس واحد فصحوت و سكر فعربد فحبس حتى قتل و الحلاج في الخشبة مقطوع الأطراف قبل أن يموت فبلغه قول الشبلي فقال هكذا يزعم الشبلي لو شرب ما شربت لحل به مثل ما حل بي أو قال مثل قولي فقبلنا قول الشبلي و رجحناه على قول الحلاج لصحوه و سكر الحلاج فالصحو بالله و السكر بالله لا بد فيه من علم بالله و ما لا يعطي علما فليس بصحو الطريق و لا سكره و قد تقدم تقسيم السكر فذلك التقسيم يرد على الصحو فإنه لكل سكر صحو إن لم يمت صاحب السكر في حال سكره فيكون صحوه في

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست