responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 487

و سلم في حال خوف الصديق عليه و على نفسه فقال لصاحبه يؤمنه و يفرحه إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ و هو كنف الحق عليهما لاٰ تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا فقام النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في هذا الإخبار مقام الحق في معيته لموسى و هارون و ناب منابه هكذا تكون العناية الإلهية فهذا هو النور الذي يسعى به و هو لا يزال ساعيا فلا يزال الحق معه حافظا و ناصرا لا خاذلا و لهذا وقع الإخبار لنا من اللّٰه على لسان رسوله صلى اللّٰه عليه و سلم أنا إذا أتينا بنوافل الخيرات لا بفرائضها أحبنا الحق فكان سمعنا الذي نسمع به و رجلنا التي نسعى بها إلى جميع قوانا و أعضائنا فهذا ما أعطت النوافل فينا من الحق فأين أنت مما تعطيه الفرائض فكم بين عبودية الاضطرار و عبودية الاختيار تقع المشاركة مع الحق في عبودة الاختيار في أحاديث نزوله في الخطاب إلى عبده مثل الشوق و الجوع و العطش و المرض و أشباه ذلك و عبودة الاضطرار لا تقع فيها مشاركة فهي مخلصة للعبد فمن أقيم فيها فلا مقام فوقها يقول اللّٰه لأبي يزيد تقرب إلي بما ليس لي الذلة و الافتقار فعين القربة هنا هو عين البعد من المقام فافهم و أما النور الذي نسعى منه فهو نور الحقيقة سواء علمها أو لم يعلمها فيكشفها بهذا النور و يكشف أنه سعى منه ثم ينكشف له النور الذي يسعى إليه و هو الشريعة فصاحب هذا المقام هو المعصوم المحفوظ المعتنى به العالم الذي لا يجهل لاتصافه بالعلم الذي لا جهل فيه فإن ثم عبيدا يسعون من نور الشريعة إلى نور الحقيقة و يخاف عليهم و هؤلاء الذين يسعون على كشف من نور الحقيقة إلى نور الشريعة آمنون من هذا المكر الإلهي فهم على بصيرة من أمرهم و هؤلائك تحت خطر عظيم يمكن أن يعصموا فيه و يمكن أن يخذلوا فاعلم ذلك و أما أنوار المولدات فهي أنوار تعطيه بذاتها علما صحيحا من العلم بالله يكشف بها نسبة الحق و صورته في صور أعيان المعادن و النبات و الحيوان و هم لا يعلمون و ما زاد الإنسان على هؤلاء إلا بكشفه ذلك فالمولدات في هذا المقام بمنزلة قوله وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ و الإنسان فيه بمنزلة لاٰ تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا و إِنَّنِي مَعَكُمٰا أَسْمَعُ وَ أَرىٰ فإنه صورة كل شيء في نفس الأمر فمن علمه و كشفه بهذا النور كان من أهل الاختصاص فهو يرى الأشياء أعيانا بصورة حقية و أخبرني من أثق بنقله في هذه المسألة إن شخصا كان بدمشق له هذا المقام لا يزال رأسه بين ركبتيه فإذا نظر إلى الأشياء في رفع رأسه لا يزال يقول أمسكوه أمسكوه و الناس لا يعلمون ما يقول فيرمونه بالتوله و أما أنا فذقته لله الحمد على ذلك

[أنوار الأسماء التي يتعلق بالذات و الصفات]

و أما أنوار الأسماء فهي التي تظهر مسمياتها حقا و خلقا مما يتعلق بالذات و الصفات و الأفعال في الإلهيات منها ما يتعلق بأجناس الممكنات و أشخاصها منها من الأسماء التي وضعها الحق لها و بلغتها الرسل لا ما وقع عليه الاصطلاح و هذه الأنوار التي كانت لآدم عليه السلام حين علم جميع الأسماء بالوضع الإلهي لا بالاصطلاح و في ذلك تكون الفضيلة و الاختصاص فإن لله أسماء أوجد بها الملائكة و جميع العالم و لله أسماء أوجد بها جامع حقائق الحضرة الإلهية و هو الإنسان الكامل ظهر ذلك بالنص في آدم و خفي في غيره فقال للملائكة في فضل آدم و في فضل هذا المقام و قد أحضر للملائكة المسميات أعني أعيانهم أَنْبِئُونِي بِأَسْمٰاءِ هٰؤُلاٰءِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ أي بالأسماء الإلهية التي صدروا عنها فلم يعلموا ذلك ذوقا فإن علوم الأكابر ذوقا فإنه عن تجل إلهي فقال اللّٰه يٰا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمٰائِهِمْ فأنبأهم آدم بأسمائهم الإلهية التي أوجدتهم و أسندوا إليها في إيجاد أعيانهم لا أسماء الاصطلاح الوضعي الكوني فإنه لا فائدة فيه إلا بوجه بعيد أضربنا عن ذكره حين علمنا أنه لم يكن المقصود فإنا ما نتكلم و لا نترجم إلا عما وقع من الأمر لا عما يمكن فيه عقلا و هذا الفرق بين أهل الكشف فيما يخبرون به و هم أهل البصائر و بين أهل النظر العقلي و الفائدة إنما هي فيما وقع لا فيما يمكن فإن ذلك علم لا علم و ما وقع فهو علم محقق

[الأنوار الطبيعة]

و أما أنوار الطبيعة فهي أنوار يكشف بها صاحبها ما تعطيه الطبيعة من الصور في الهباء و ما تعطيه من الصور في الصورة العامة التي هي صورة الجسم الكل و هذه الأنوار إذا حصلت على الكمال تعلق علم صاحبها بما لا يتناهى و هو عزيز الوقوع عندنا و أما عند غيرنا فهو ممنوع الوقوع عقلا حتى إن ذلك في الإله مختلف فيه عندهم و ما رأينا أحدا حصل له على الكمال و لا سمعنا عنه و لا حصل لنا و إن ادعاها إنسان فهي دعوى لا يقوم عليها دليل أصلا مع إمكان حصول ذلك و أنوار الطبيعة مندرجة في كل ما سوى الحق و هي نفس الرحمن الذي نفس اللّٰه به عن الأسماء الإلهية و أدرجها اللّٰه في الأفلاك و الأركان و ما يتولد من الأشخاص إلى ما لا يتناهى

[أنوار الرياح]

و أما أنوار الرياح فهي أنوار عنصرية أخفاها شدة ظهورها فغشيت الأبصار عن إدراكها و ما شاهدتها

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 487
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست