responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 443

و يقول يا أبا بكر عجزت قال نعم فقال أبو العلا لغلامه استخرج لي أصول تلك الحشيشة فجاء بها فقال له يا أبا بكر استنشقها فاستنشقها أبو بكر فانقطع الدم عنه فعلم فضله عليه في علم الحشائش و أسعد الناس بهذه السدرة أهل بيت المقدس كما

أن أسعد الناس بالمهدي أهل الكوفة كما أنه أسعد الناس برسول اللّٰه ص أهل الحرم المكي كما أنه أسعد الناس بالحق أهل القرآن و إذ أكل أهل السعادة من هذه الشجرة زال الغل من صدورهم و مكتوب على ورقها سبوح قدوس رب الملائكة و الروح و إلى هذه السدرة تنتهي أعمال بنى آدم و لهذا سميت سدرة المنتهى و للحق فيها تجل خاص عظيم يقيد الناظر و يحير الخاطر و إلى جانبها منصة و تلك المنصة مقعد جبريل عليه السلام و

فيها من الآيات ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر كما قال رسول اللّٰه ص فيها إنها غشيها من نور اللّٰه ما غشى فلا يستطيع أحد أن ينعتها إنما ينظر الناظر إليها فيدركه البهت و أوجد اللّٰه في هذه السماء البيت المعمور المسمى بالضراح و هو على سمت الكعبة كما

ورد في الخبر لو سقطت منه حصاة لوقعت على الكعبة و هذا البيت في هذه السماء و السماء ساكنة لا حركة فيها و لهذا لا ينتقل البيت من سمت الكعبة لأن اللّٰه جعل هذه السموات ثابتة مستقرة هي لنا كالسقف للبيت و لهذا سماها السقف المرفوع إلا أنه في كل سماء فلك و هو الذي تحدثه سباحة كوكب ذلك السماء فالكواكب تسبح في أفلاكها لكل كوكب فلك فعدد الأفلاك بعدد الكواكب يقول تعالى كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ و أجرام السموات أجرام شفافة و هي مسكن الملائكة و الأفلاك لو لا سباحة الكواكب ما ظهر لها عين في السموات فهي فيها كالطرق في الأرض تحدث كونها طريقا بالماشي فيها فهي أرض من حيث عينها طريق من حيث المشي فيها و هذا البيت له بابان يدخل فيه كل يوم سبعون ألف ملك ثم يخرجون على الباب الذي يقابله و لا يعودون إليه أبدا يدخلون فيه من الباب الشرقي لأنه باب ظهور الأنوار و يخرجون من الباب الغربي لأنه باب ستر الأنوار المذهبة فيحصلون في الغيب فلا يدري أحد حيث يستقرون و هؤلاء الملائكة يخلقهم اللّٰه في كل يوم من نهر الحياة من القطرات التي تقطر من انتفاض جبريل لأن اللّٰه قد جعل له في كل يوم غمسة في نهر الحياة و بعدد هؤلاء الملائكة في كل يوم تكون خواطر بنى آدم فما من شخص مؤمن و لا غيره إلا و يخطر له سبعون ألف خاطر في كل يوم لا يشعر بها إلا أهل اللّٰه و هؤلاء الملائكة الذين يدخلون البيت المعمور يجتمعون عند خروجهم منه مع الملائكة الذين خلقهم اللّٰه من خواطر القلوب فإذا اجتمعوا بهم كان ذكرهم الاستغفار إلى يوم القيامة فمن كان قلبه معمورا بذكر اللّٰه مستصحبا كانت الملائكة المخلوقة من خواطره تمتاز عن الملائكة التي خلقت من خواطر قلب ليس له هذا المقام و سواء كان الخاطر فيما ينبغي أو فيما لا ينبغي فالقلوب كلها من هذا البيت خلقت فلا تزال معمورة دائما و كل ملك يتكون من الخاطر يكون على صورة ما خطر سواء و خلق اللّٰه في هذه السماء كوكبا و أوحى فيها أمرها و أسكنها إبراهيم الخليل و جعل لهذا الكوكب حركة في فلكه على قدر معلوم و من أعجب المسائل مسألة هذه الحركات فإنها من خفي العلم فإنه يعطي أنه لا يستحيل مؤثر فيه بين مؤثرين لأن مثل هذه الحركة لهذا الكوكب يكون عن حكمين مختلفين حكم قسري و حكم إرادي أو طبيعي و ذلك له مثال ظاهر و هو أنه إذا كان حيوان على جسم قاصدا جهة بحركته من هذا إلا لجسم و تحرك الجسم إلى غير تلك الجهة فتحرك الحيوان إلى جهة حركة هذا الجسم مع حركته إلى النقيض فيجمع بين حركتين متقابلتين معا في زمان واحد فهو يقطع في ذلك الجسم الذي هو عليه و الجسم يقطع به في جسم آخر فيقطع الحيوان فيه بحكم التبعية كنملة على ثوب مطروح في الأرض تمشي فيه مشرقة و يجذب جاذب ذلك الثوب إلى جهة الغرب فتكون متحركة إلى جهة الشرق في الآن الذي تتحرك فيه بتحرك الثوب إلى جهة الغرب فهي حركة قهرية لها غالبة عليها و هاتان حركتان متقابلتان في آن واحد فانظر هل لاجتماع الضدين وجود في هذه المسألة أم لا فإن الكواكب تقطع في الفلك في رأى العين من الغرب إلى الشرق و الفلك الأكبر المحيط يقطع بها من الشرق إلى الغرب فالكوكب متحرك من الشرق إلى الغرب في الآن الذي هو فيه متحرك من الغرب إلى الشرق ففلكه الذي تحدثه حركته شرقا عين فلكه الذي تحدثه حركته غربا فهذه مثل مسألة الجبر في عين

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست