responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 444

الاختيار فالعبد مجبور في اختياره و من هذه المسألة تعرف أفعال العباد لمن هي منسوبة بحكم الخلق هل ينفرد بها أحد القادرين أو هل هي لقادرين لكل قادر فيها نسبة خاصة بها وقع التكليف و من أجلها كان العقاب و الثواب و قد ذكرنا ما لهذا الفلك من الأثر في قلوب العارفين و ذكر غيرنا و ذكرنا ما له من الأثر في عالم الخلق من الكون و الفساد و هو عالم الأركان و المولدات كل ذلك من هذا النفس الرحماني لأنه يعطي الحركات و الحركة سبب الوجود أ لا ترى الأصل لو لا توجه الإرادة و هي حركة معنوية و القول و هو حركة معنوية و بها سميت اللفظة لفظة لهذه الحركة ما ظهر وجود و من هذا الفلك أعطى اللّٰه وجود يوم السبت و هو يوم الأبد فليله في الآخرة لا انقضاء له و نهاره أيضا في المحل الثاني لا انقضاء له و فيه تحدث الأيام السبعة و منها السبت و هذا من أعجب الأمور أيضا أن الأيام التي منها السبت تحدث في يوم السبت فهو من جملة الأيام و فيه يظهر الأيام و لهذا مستند في الحقيقة الإلهية و ذلك

أن الترمذي خرج في غريب الحسان عن أبي هريرة عن رسول اللّٰه ص قال لما خلق اللّٰه آدم و نفخ فيه الروح عطس فقال له الحق قل الحمد لله فقال الحمد لله فحمد اللّٰه بإذنه فقال له يرحمك ربك يا آدم لهذا خلقتك هذه الزيادة ليست من الترمذي ثم رجعنا إلى حديث الترمذي يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل السلام عليكم قالوا و عليك السلام و رحمة اللّٰه ثم رجع إلى ربه فقال إن هذه تحيتك و تحية بينك و بينهم فقال اللّٰه له و يداه مقبوضتان اختر أيهما شئت قال اخترت يدي ربي و كلتا يمين ربي يمين مباركة و بسطها و إذا فيها آدم و ذريته الحديث فهذا آدم في تلك القبضة في حال كونه خارجا عنها و هكذا عين هذه المسألة و إذا نظرت وجدت العالم مع الحق بهذه المثابة موضع حيرة هو لا هو مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ فختم بما به بدأ فيا ليت شعري من الوسط فإنه وسط بين نفي و هو قوله وَ مٰا رَمَيْتَ و بين إثبات و هو قوله وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ و هو قوله ما أنت إذ أنت لكن اللّٰه أنت فهذا معنى قولنا في كلامنا في الظاهر و المظاهر و إنه عينه مع اختلاف صور المظاهر فنقول في زيد إنه واحد مع اختلاف أعضائه فرجله ما هي يده و هي زيد في قولنا زيد و كذلك أعضاؤه كلها و باطنه و ظاهره و غيبه و شهادته مختلف الصور و هو عين زيد ما هو غير زيد ثم تضاف كل صورة إليه و يؤكد بالعين و النفس و الكل و الجمع و في هذا الفلك عين الموت و معدن الراحة و سرعة الحركة في ثبات و طرح الزينة و الأذى و له حصل هذا الكوكب في برج الأسد و هو نقيضه في الطبع و نظيره في الثبوت و من هنا يعرف قول من قال إن المثلين ضدان هل أخطأ أو أصاب و إذا نزل الكوكب في البرج هل يمتزج الحكم فيكون للمجموع حكم ما هو لكل واحد منهما على انفراد أو يغلب حكم المنزلة و البرج على الكوكب النازل فيه أو يغلب حكم الكوكب على البرج أو يتصف أحدهما بالأكثر في الحكم و الآخر بالأقل مع وجود الحكمين فعندنا لا يحكم واحد في آخر و إن حكم جمعيتهما يظهر في المحكوم فيه و لكل واحد منهما قوة في ذلك المحكوم فيه بذلك الحكم لأنه عنهما صدر ذلك الحكم من حالة تسمى الاجتماع كما يكون ذلك في الاقترانات بين الكواكب و هذا نوع من الاقتران و ليس باقتران و لكنه نزول في منزل

(الفصل الثاني و العشرون في الاسم العليم)

و توجهه على إيجاد السماء الثانية و خانسها و يوم الخميس و موسى عليه السلام و حرف الضاد المعجمة و الصرفة من المنازل قال اللّٰه تعالى آمرا لنبيه صلى اللّٰه عليه و سلم وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً الكلام في كون هذه السماء و باقي السموات و الأفلاك كما تقدم غير أني أشير إلى ما يختص به كل سماء خاصة من الحكم فأما هذه السماء فأوحى اللّٰه فيها أمرها و تفصيل أمر كل سماء يطول و قد ذكرنا من ذلك طرفا جيدا في التنزلات الموصلية فمن أمرها حياة قلوب العلماء بالعلم و اللين و الرفق و جميع مكارم الأخلاق و لذلك لم ينبه أحد من سكان السموات من أرواح الأنبياء عليهم السلام رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ليلة فرض اللّٰه على أمته صلى اللّٰه عليه و سلم خمسين صلاة غير موسى عليه السلام فإنه قال له راجع ربك فإنه كان أعلم منه بهذه الأمور لذوقه مثله في بنى إسرائيل و ما ابتلي به منهم فتكلم عن ذوق و خبرة فكل شيخ لا يتكلم في العلوم عن ذوق و مجلى إلهي لا عن كتب و نقل فليس بعالم و لا أستاذ فلولاه لكان الفرض علينا في الصلاة خمسين صلاة مع كونه أرسله اللّٰه رحمة للعالمين و من كثر تكليفه قلت رحمته فقيض اللّٰه له في مدرجة إسرائه موسى عليه السلام فخفف اللّٰه عن هذه الأمة به صلى اللّٰه عليه و سلم فهذا ما كان إلا من حكم أمر هذه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست