responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 442

في ستة و ثلاثين ألف سنة فما خرج فذلك حصر أيام الكواكب من الأيام المعروفة فإن يوم كل واحد منها ست و ثلاثون ألف سنة ثم تضيف إلى المجموع أيام الجواري السبعة فما اجتمع فهو ذلك ثم تأخذ هذا المجموع و تضربه فيما اجتمع من سنى البروج و سنى ما اجتمع من ضرب ثلاثمائة و ستين في مثلها فما خرج لك من المجموع فهو عدد الكوائن في الدنيا من أول ما خلقها اللّٰه إلى انقضائها فاعلم ذلك و المجموع من ضرب ثلاثمائة و ستين في مثلها مع سنى البروج مائتا ألف و سبعة آلاف و ستمائة و في هذا المجموع تضرب ما اجتمع من عدد أيام الكواكب كلها فهذا تقدير الكواكب التي وقتها و قدرها العزيز العليم فيبقى في الآخرة في دار جهنم حكم أيام الكواكب التي في مقعر هذا الفلك و الجواري السبعة مع انكدارها و طمسها و انتثارها فتحدث عنها في جهنم حوادث غير حوادث إنارتها و ثبوتها و سير أفلاكها بها و هي ألف و ثمانية و عشرون فلكا كلها تذهب و تبقي السباحة للكواكب بذاتها مطموسة الأنوار و يبقى في الآخرة في الجنة حكم البروج و حكم مقادير العقل عنها يحدث في الجنان ما يحدث و يثبت و أما كثيب المسك الأبيض الذي في جنة عدن الذي تجتمع فيه الناس للرؤية يوم الزور الأعظم و هو يوم الجمعة فأيامه من أيام أسماء اللّٰه و لا علم لي و لا لأحد بها فإن لله أسماء استأثر بها في علم غيبه فلا تعلم فلا تعلم أيامها فعدن بين الجنات كالكعبة بيت اللّٰه بين بيوت الناس و الزور الأعظم فيه كصلاة الجمعة و الزور الخاص كالصلوات الخمس في الأيام و الزور الأخلص الأخص كمساجد البيوت لصلاة النوافل فتزور الحق على قدر صلاتك و تراه على قدر حضورك فأدناه الحضور في النية عند التكبير و عند الخروج من الصلاة و أعظمه استصحاب الحضور إلى الخروج من الصلاة و ما بينهما في كل صلاة فهنا مناجاة و هناك مشاهدة و هنا حركات و هناك سكون و لهذا الاسم من الحروف الشين المعجمة و من المنازل الجبهة انتهى الجزء الثاني و العشرون و مائة >(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)<

(الفصل الحادي و العشرون)في الاسم الرب

و توجهه على إيجاد السماء الأولى و البيت المعمور و السدرة و الخليل و يوم السبت و حرف الياء بالنقطتين من أسفل و الخرتان و كيوان قال اللّٰه تعالى وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً فما طلب الزيادة من العلم إلا من الرب و لهذا جاء مضافا لاحتياج العالم إليه أكثر من غيره من الأسماء لأنه اسم لجميع المصالح و هو من الأسماء الثلاثة الأمهات فجاء رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبٰائِكُمُ و رَبُّ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ و رَبُّ الْمَشٰارِقِ و اَلْمَشْرِقَيْنِ و اَلْمَشْرِقِ و رب المغارب و المغرب و المغربين و هو المتخذ وكيلا و

[الاسم الرب]

هذا الاسم أعطى السدرة نبقها و خضرتها و نورها منه و من الاسم اللّٰه و أعطى الاسم الرحمن من نفسه عرفها كما قال في الجنة عَرَّفَهٰا لَهُمْ يعني بالنفس من العرف و هي الرائحة و من الاسم اللّٰه أصولها و زقومها لأهل جهنم و قد جلل اللّٰه هذه السدرة بنور الهوية فلا تصل عين إلى مشاهدتها فتحدها أو تصفها و النور الذي كساها نور أعمال العباد و نبقها على عدد نسم السعداء لا بل على عدد أعمال السعداء لا بل هي أعيان أعمال السعداء و ما في جنة الأعمال قصر و لا طاق إلا و غصن من أغصان هذه السدرة داخل فيه و في ذلك الغصن من النبق على قدر ما في العمل الذي هذا الغصن صورته من الحركات و ما من ورقة في ذلك الغصن إلا و فيها من الحسن بقدر ما حضر هذا العبد مع اللّٰه في ذلك العمل و أوراق الغصن بعدد الأنفاس في ذلك العمل و شوك هذه السدرة كله لأهل الشقاء و أصولها فيهم و الشجرة واحدة و لكن تعطي أصولها النقيض مما تعطيه فروعها من كل نوع فكل ما وصفنا به الفروع حد النقيض في الأصول و هذا كثير الوقوع في علم النبات كما حكي أن أبا العلا بن زهر و كان من أعلم الناس بالطب و لا سيما بعلم الحشائش و أبا بكر بن الصائغ المعروف بابن باجة و كان دون ابن زهر في معرفة الحشائش إلا أنه كان أفضل منه في العلم الطبيعي و كان يتخيل في زعمه أنه أعلم من ابن زهر في علم الحشائش فركبا يوما فمرا بحشيشة فقال ابن زهر لغلامه اقطع لنا من هذه الحشيشة و أشار إلى حشيشة معينة فأخذ شيئا منها و فتلها في يده و قربها من أنفه كأنه يستنشقها ثم قال لأبي بكر انظر ما أطيب ريح هذه الحشيشة فاستنشقها أبو بكر فرعف من حينه فما ترك شيئا يمكن في علمه أن يقطع به الرعاف مما هو حاضر إلا و عمله و ما نفع حتى كاد يهلك و أبو العلا يتبسم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست