responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 413

و ما كل حادث يقال فيه إنه لا يخلو عن الحوادث فهذا حكم أعم من العلة فالنتيجة صحيحة ثم الاستفصال في تصحيح المقدمتين معلوم الطريق في ذلك و إنما قصدنا التمثيل لا معرفة حدوث الأجسام و لا غيرها و إذا علمت أن الإيجاد لا يصح إلا على ما قررناه و هو بمنزلة السر في النكاح ينتقل إلى العلم بما هو أخفى من السر كما تنتقل مما ضربت لك به المثل إلى كون الحق أوجد العالم على هذا المساق و ظهر العالم عن ذات موصوفة بالقدرة و الإرادة فتعلقت الإرادة بإيجاد موجود ما و هو التوجه مثل اجتماع الزوجين فنفذ الاقتدار فأوجد ما أراد فكان أخفى من السر لجهلنا بنسبة هذا التوجه إلى هذه الذات و نسبة الصفات إليها لأنها مجهولة لنا لا تعرف فيعرف التوجه و الصفة من حيث عينه و عين الصفة و يجهل كيفية النسبة لجهلنا بالمنسوب إليه لا بالمنسوب فهذا توحيد الموجد للأشياء مع كثرة النسب فهو واحد في كثير فأوقع الحيرة هذا العلم في هذا المعلوم إلا لمن كشف اللّٰه عن عينه غطاء الستر فأبصر الأمر على ما هو عليه فحكم بما شاهد و اختلفوا هل يجوز وقوع مثل هذا أو لا يجوز

(التوحيد السابع عشر)

من نفس الرحمن هو قوله وَ أَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمٰا يُوحىٰ إِنَّنِي أَنَا اللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا فَاعْبُدْنِي هذا توحيد الاستماع و هو توحيد الإنابة و قوى بالجمع إذ قد قرئ و أنا اخترناك فكثر ثم أفرد فقال إِنَّنِي و إن كلمة تحقيق فالإنية هي الحقيقة و لما كان حكم الكناية بالياء يؤثر في صورة الحقيقة نظرت من في الوجود على صورتها فوجدت نونا من النونات فقالت لها قني بنفسك من أجل كناية الياء لئلا تؤثر في صورة حقيقتي فيشهد الناظر و السامع التغيير في الحقيقة أن الياء هي عين الحقيقة فجاءت نون الوقاية فحالت بين الياء و نون الحقيقة فأحدثت الياء الكسر في النون المجاورة لها فسميت نون الوقاية لأنها وقت الحقيقة بنفسها فبقيت الحقيقة على ما كانت عليه لم يلحقها تغيير فقال إِنَّنِي أَنَا اللّٰهُ و لو لا نون الوقاية لقال إني أنا اللّٰه فغيرها و تغيير الحقيقة بالضمير في الآن هو مقام تجليه في الصور يوم القيامة و ما ثم إلا صورتان خاصة لا ثالثة لهما صورة تنكر و صورة تعرف و لو كان ما لا يتناهى من الصور فإنها محصورة في هذا الحكم إما أن تنكر أو تعرف لا بد من ذلك فإذا قرئ وَ أَنَا اخْتَرْتُكَ كان أحق بالآية و أنسب و أنفى للتغيير فإنه ما زال التوحيد يصحبها إلى آخر الآية في قوله فَاعْبُدْنِي و إذا قرئ بالجمع ظهر التغير بالانتقال في العين الواحدة من الكثير إلى الواحد فمساق الآية يقوي و أنا اخترناك لأنه عدد أمورا تطلب أسماء مختلفة فلا بد من التغيير و التجلي في كل صورة يدعى إليها و كان جملة ما تحصل من الصور في هذه الواقعة لموسى على ما روى اثنتي عشرة ألف صورة يقول له في كل صورة يا موسى ليتنبه موسى على أنه لو أقيم لصورة واحدة لا تسق الكلام و لم يقل في كل كلمة يا موسى فاعلم ذلك فإن هذا التوحيد في هذه الآية من أصعب ما يكون لقوله و أنا اخترناك فجمع ثم أفرد ثم عدد ما كلم به موسى ع فهذا توحيد الجمع على كل قراءة غير أن قوله و أنا اخترناك قرأ بها حمزة على رب العزة في المنام فقال له ربه و أنا اخترناك فهي قراءة برزخية فلهذا جمع لأنه تجل صوري في منام فلا بد أن تكون القراءة هكذا فإذا أفردتها بعد الجمع فلأحدية الجمع لا غير

(التوحيد الثامن عشر)

من نفس الرحمن هو قوله إِنَّمٰا إِلٰهُكُمُ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً هذا توحيد السعة من توحيد الهوية و هو توحيد تنزيه لئلا يتخيل في سعته الظرفية للعالم من أجل الاسم الباطن و الظاهر و نفس الرحمن و الكلمات التي لا تنفد و القول فقال إن سعته علمه بكل شيء لا أنه طرف لشيء و سبب هذا التوحيد لما جاء في قصة السامري و قوله عن العجل لما نبذ فيه ما قبضه من أثر الرسول فكان العجل ظرفا لما نبذ فيه فلما خار العجل قال هٰذٰا إِلٰهُكُمْ وَ إِلٰهُ مُوسىٰ فقال اللّٰه إِنَّمٰا إِلٰهُكُمُ إله واحد لا تركيب فيه وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أي هو عالم بكل شيء أكذب السامري في قوله ثم نصب لهم الدلالة على كذب السامري مع كون العجل خار فقال مثل ما قال إبراهيم في الأصنام أَ فَلاٰ يَرَوْنَ أَلاّٰ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً أي إذا سئل لا ينطق و اللّٰه يكون متصفا بالقول وَ لاٰ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَ لاٰ نَفْعاً أي لا ينتفعون به لأنه قال لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً و من لا يدفع الضرر عن نفسه كيف يدفع عن غيره و إذا حرقه و نسفه لم ينتفع به فإنه لو أبقاه دخلت عليهم الشبهة بما يوجد في الحيوان من الضرر و النفع و في إقامة هذه الأدلة أمور كبار قال تعالى عن اليهود إنهم قالوا يَدُ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ و قالوا إِنَّ اللّٰهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِيٰاءُ و قال إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ و أصمنا عن إدراك هذا القول

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست