responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 351

منصة و مجلى



نعت المحب بأنه طيار علم صحيح ما عليه غبار
هذا بيت غير مقصود هو ما ذكرناه من أسماء الكون كان يتخيل أن تلك الأسماء و كره فلما تبين له أنه في غير وكره ظهر فطار عن كونه و كره و حلق في جو كونه اسما حقه فهو في كل نفس يطير منه إلى نفس آخر لأن عين الأسماء كلها لمن هو كل يوم في شأن : فما من يوم و إلا و المحب يطير فيه من شأن إلى شأن هذا يعطيه شهوده

منصة و مجلى نعت
المحب بأنه دائم السهر

لما رأى أن المحبوب لاٰ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لاٰ نَوْمٌ علم إن ذلك من مقام حبه لحفظ العالم و دعاه إلى هذا النظر كون الحق يتجلى في الصور و للصور أحكام و من أحكام بعض الصور النوم و رآه في مثل هذه الصورة لاٰ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لاٰ نَوْمٌ من حيث هذه الصورة فعلم إن ذلك من مقام حبه لحفظ العالم و إذا كان المحب جليس محبوبه و محبوبه بهذه الصفة فالنوم عليه حرام فالمحب يقول مع الفراق إن النوم عليه حرام فكيف مع الشهود و المجالسة قال بعضهم في سهر الفراق

النوم بعدكم علي حرام من فارق الأحباب كيف ينام
فالنوم مع المشاهدة أبعد و أبعد

منصة و مجلى نعت المحب بأنه كامن الغم

أي غمه مستور لا ظهور له فسبب ذلك قوله تعالى وَ مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ ثم يرى في شهوده أنه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه إذ هو محركها بما تتحرك فيه و يرى في شهوده ما يقابل الكون به خالقه من سوء الأدب و ما لا ينبغي أن يوصف به مما مدلوله العدم فيريد أن يتكلم و يبدي ما في نفسه من الغيرة التي تقتضيها المحبة ثم يرى أن ذلك بإذنه لأنه ممن يرى اللّٰه قبل الأشياء مقام أبي بكر فيسكن و لا يتمكن له أن يظهر غمه لأن الحب حكم عليه بأن ذلك الذي يعامل به المحبوب لا يليق به و يرى أنه سلط خلقه عليه بما أنطقهم به و ما عذرهم و أرسل الحجاب دونهم فكمن غم هذا المحب في الدنيا فإنه في الآخرة لا غم له و لهذا يطلب الخروج من الدنيا

منصة و مجلى نعت المحب بأنه راغب في الخروج من الدنيا إلى لقاء محبوبه

هو لما ذكرناه في هذا الفصل قبله لأن النفس من حقيقتها طلب الاستراحة و الغم تعب و كمونه أتعب و الدنيا محل الغموم و الذي تختص به هذه المنصة رغبته في لقاء محبوبه و هو لقاء خاص عينه الحق إذ هو المشهود في كل حال و لكن لما عين ما شاء من المواطن و جعله محلا للقاء مخصوص رغبنا فيه و لا نناله إلا بالخروج من الدار التي تنافي هذا اللقاء و هي الدار الدنيا

خير النبي ص بين البقاء في الدنيا و الانتقال إلى الأخرى فقال الرفيق الأعلى فإنه في حال الدنيا في مرافقة أدنى و

ورد في الخبر أنه من أحب لقاء اللّٰه يعني بالموت أحب اللّٰه لقاءه و من كره لقاء اللّٰه كره اللّٰه لقاءه فلقيه في الموت بما يكرهه و هو أن حجبه عنه و تجلى لمن أحب لقاه من عباده و لقاء الحق بالموت له طعم لا يكون في لقائه بالحياة الدنيا فنسبة لقائنا له بالموت نسبة قوله سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ و الموت فينا فراغ لأرواحنا من تدبير أجسامها فأرادوا حب هذا المحب أن يحصل ذلك ذوقا و لا يكون ذلك إلا بالخروج من دار الدنيا بالموت لا بالحال و هو أن يفارق هذا الهيكل الذي وقعت له به هذه الألفة من حين ولد و ظهر به بل كان السبب في ظهوره ففرق الحق بينه و بين هذا الجسم لما ثبت من العلاقة بينهما و هو من حال الغيرة الإلهية على عبيده لحبه لهم فلا يريد أن يكون بينهم و بين غيره علاقة فخلق الموت و ابتلاهم به تمحيصا لدعواهم في محبته فإذا انقضى حكمه ذبحه يحيى ع بين الجنة و النار فلا يموت أحد من أهل الدارين فهذا سبب رغبتهم في الخروج من الدنيا إلى لقاء المحبوب لأن الغيرة نصب و يحيي الموت بالذبح حياة خاصة كما حكمنا بعد الموت

فإن الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

منصة و مجلى نعت المحب بأنه متبرم بصحبة ما يحول بينه و بين لقاء
محبوبه

هذا النعت أعم من الأول في المحب فإن العارف ما يحول بينه و بين لقاء محبوبه إلا العدم و ما هو ثم و ليس الوجود سواه فهو شاهده في كل عين تراه فليس بين المحب و المحبوب إلا حجاب الخلق فيعلم أن ثم خالقا و مخلوقا فلم يقدر على رفع صحبة هذه الحقيقة فإنها عينه و الشيء لا يرتفع عن نفسه و نفسه تحول بينه و بين لقاء محبوبه فهو متبرم بنفسه لكونه مخلوقا و صحبته لنفسه ذاتية لا ترتفع أبدا فلا يزال متبرما أبدا فلهذا يتبرم لأنه يتخيل أنه إذا فارق هذا الهيكل فارق التركيب فيرجع بسيطا لا ثاني له فينفرد بأحديته فيضربها في أحدية الحق و هو اللقاء فيكون الحق الخارج بعد الضرب لا هو فهذا يجعله يتبرم و العارف المحب لا يتبرم من هذا لمعرفته بالأمر على ما هو عليه كما ذكرناه في رسالة الاتحاد

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست