responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 350

حَبْلِ الْوَرِيدِ و هو عرق بدني فلو مشى بكله لكان ناقص الحال و الثاني عقولهم سماوية لأن العقول صفات تقييد فإن العقل يقيد إذ كان من العقال و السموات محال الملائكة المقيدة بمقاماتها فقالت وَ مٰا مِنّٰا إِلاّٰ لَهُ مَقٰامٌ مَعْلُومٌ فلا تتعداه قد حبسه فيه من أوجده له و لهذا فسره بأن قال تسرح بين صفوف الملائكة فهم بعقولهم في السموات و ما في الكون المركب الا سماء و أرض و الثالث أرواحهم حجبية لأنه لما سوى سبحانه الصورة البدنية احتجب بل حجبها عن ظهوره في عينها و نفخت فيه من روحي فظهرت أرواحهم عن هذا الروح الحجابي فهم مشاهدون أصلهم عالمون بأنه حجاب ليعلموا من هو الظاهر في أعيانهم و من المسمى فلانا و لم سمي و هنا أسرار دقيقة و حكايات المحبين العارفين كثيرة انتهى الجزء الرابع عشر و مائة (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(وصل)نختم به هذا الباب يسمى عندنا مجالي الحق للعارفين المحبين

في منصات الأعراس لإعطاء نعوت المحبين في المحبة فمن ذلك

منصة و مجلى نعت المحب بأنه مقتول

و ذلك لأنه مركب من طبيعة و روح

و الروح نور و الطبيعة ظلمة و كلاهما في عينه ضدان
و الضدان متنافران و المتنافران متنازعان كل واحد يطلب الحكم له و أن يرجع الملك إليه و المحب لا يخلو إما أن تغلب الطبيعة عليه فيكون مظلم الهيكل فيحب الحق في الخلق فيدرج النور في الظلمة اعتمادا على الأصل في قوله وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهٰارَ فَإِذٰا هُمْ مُظْلِمُونَ و النهار نور فعلم أنهما متجاوران و إن كانا ضدين و أن أحدهما يجوز أن يكون مبطونا في الآخر فما يضرني أن أحب الحق في الخلق لا جمع بين الأمرين و إما إن غلب عليه الروح فيكون منور الهيكل فيحب الخلق في الحق

لقوله حبوا اللّٰه لما يغذوكم به من نعمه فأحبته في النعم عن أمره فمشهوده الحق و مهما وقعت الغيرة بين الضدين و رأى كل ضدان مطلوبه ربما يتخلص لضده يقول أقتله حتى لا يظهر به ضدي دوني فإن قتلته الطبيعة مات و هو محب للاكوان و إن قتله الروح كان شهيدا حيا عند ربه يرزق فهو مقتول بكل حال كل محب في العالم و إن كان لا يشعر بذلك

منصة و مجلى نعت المحب بأنه تألف

و ذلك أنه خلقه اللّٰه من اسمه الظاهر و الباطن فجعله عالم غيب و شهادة و خلق له عقلا يفرق به بين حكم الاسمين لإقامة الوزن بين العالمين في ذاته ثم تجلى له في اسمه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فحيره فلم يعطه هذا التجلي إقامة الوزن و لا سيما و قد قال له وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فتلف من حيث لم ير حالا توجب العدل و إقامة الوزن فخرج عن حد التكليف إذ لا يكلف إلا عاقل لما تقيد بعقله فهذا نعت المحب بأنه تألف

منصة و مجلى نعته بأنه سائر إليه بأسمائه

و ذلك أنه تجلى له في أسماء الكون و تجلى له في أسمائه الحسنى فتخيل في تجليه بأسماء الكون أنه نزول من الحق في حقه و لم يك ذلك من أفقه فلما نخلق بأسمائه الحسنى غلبه ما جرت عليه طريقة أهل اللّٰه من التخلق و هو يتخيل أن أسماء الكون خلقت له لا لله و أن منزلة الحق فيها بمنزلة العبد في أسمائه الحسنى فقال لا أدخل عليه إلا بأسمائي و إذا خرجت إلى خلقه أخرج إليهم بأسمائه الحسنى تخلقا فلما دخل عليه بما يظن أنها أسماؤه و هي أسماء الكون عنده رأى ما رأته الأنبياء من الآيات في إسرائها و معارجها في الآفاق و في أنفسهم فرأى إن الكل أسماؤه تعالى و أن العبد لا اسم له حتى إن اسم العبد ليس له و إنه متخلق به كسائر الأسماء الحسنى فعلم إن السير إليه و الدخول عليه و الحضور عنده ليس إلا بأسمائه و أن أسماء الكون أسماؤه فاستدرك الغلط بعد ما فرط ما فرط فجبر له هذا الشهود ما فاته حين فرق بين العابد و المعبود و هذا مجلى عزيز في منصة عظمى كانت غاية أبي يزيد البسطامي دونها فإن غايته ما قاله عن نفسه تقرب إلي بما ليس لي فهذا كان حظه من ربه و رآه غاية و كذلك هو فإنه غايته لا الغاية و هذه طريقة أخرى ما رأيتها لأحد من الأولياء ذوقا إلا للأنبياء و الرسل خاصة من هذا المجلى وصفوه سبحانه بما يسمى في علم الرسوم صفات التشبيه فيتخيلون إن الحق وصف نفسه بصفات الخلق فتأولوا ذلك و هذا المشهد يعطي أن كل اسم للكون فأصله للحق حقيقة و هو للخلق لفظا دون معنى و هو به متخلق فافهم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست