responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 297

ليتميز هذا للشخص بظهور من ورثه من الأنبياء عمن ورث غيره فلو تجلى في صورة محمدية التبس عليه الشخص الذي ورث محمدا ص فيما اختص به دون غيره من الرسل الملك

[في من يتجلى له عند الاحتضار صورة الملك]

(و منهم)من يتجلى له عند الاحتضار صورة الملك الذي شاركه في المقام فإنهم اَلصَّافُّونَ و منهم اَلْمُسَبِّحُونَ و منهم التالون إلى ما هم عليه من المقامات فينزل إليه الملك صاحب ذلك المقام مؤنسا و جليسا تستنزله عليه تلك المناسبة فربما يسميه عند الموت و يرى من المحتضر تهمما به و بشاشة و فرحا و سرورا و ما وصفنا في هذا الاحتضار إلا أحوال الأولياء الخارجين عن حكم التلبيس ما ذكرنا من أحوال العامة من المؤمنين فإن ذلك مذاق آخر و للأولياء هذا الذي نذكره خاصة فلذلك ما نتعرض لما يطرأ من المحتضر من العامة مما يكره رؤيته و يتمعر وجهه ليس ذلك مطلوبنا و لا يرفع بذلك رأسا أهل اللّٰه و إن تعرض لهم فإنهم عارفون بما يرونه

(أسماء الأفعال)

و منهم من يتجلى له عند الموت هجيره من الأسماء الإلهية فإن كان من أسماء الأفعال كالخالق بمعنى الموجد و الباري و المصور و الرزاق و المحيي و كل اسم يطلب فعلا فهو بحسب ما كان عليه في معاملته معه ظهر له بما يناسب ذلك العمل فيراه في أحسن صورة فيقول له من أنت يرحمك اللّٰه فيقول هجيرك و سيأتي ذكر الهجيرات من هذا الكتاب في باب أحوال الأقطاب من آخره إن شاء اللّٰه

(أسماء الصفات)

فإن كان هجيره كل اسم يستدعي صفة كمال كالحي و العالم و القادر و السميع و البصير و المريد فإن هذه الأسماء كلها أسماء المراقبة و الحياء فهم أيضا بحسب ما كانوا في حال حياتهم عند هذه الأذكار من طهارة النفوس عن الأعراض التي تتخلل هذه النشأة الإنسانية التي لا يمكن الانفكاك عنها و ليس فها دواء إلا الحضور الدائم في مشاهدة الوجه الإلهي الذي له في كل كون عرضي و غير عرضي

(أسماء النعوت)

فإن كان هجيره أسماء النعوت و هي أسماء النسب كالأول و الآخر و ما جرى هذا المجرى فهو فيها بحسب ما يقوم به من علم الإضافات في ذكره ربه بمثل هذه الأسماء فيعرفه إن لها عينا وجوديا كمثبتي الصفات أو لا عين لها

(أسماء التنزيه

و منهم)من يتجلى له عند الاحتضار أسماء التنزيه كالغني فإن كان مثل هذا الاسم هجيره في مدة عمره فهو فيه بحسب شهوده هل يذكره بكونه غنيا عن كذا و يذكره غنيا حميدا من غير أن يخطر له عن كذا و كذا فيما يماثله من أسماء التنزيه سواء

(أسماء الذات

و منهم)من كان هجيره الاسم اللّٰه أو هو و الهو أرفع الأذكار عندهم كأبي حامد و منهم من يرى أنت أتم و هو الذي ارتضاه الكتاني مثل قوله يا حي يا قيوم يا لا إله إلا أنت و منهم من يرى أنا أتم و هو رأى أبي يزيد فإذا احتضر من هذا ذكره فهو بحسب اعتقاده في ذلك من نسبة تلك الكناية من توهم تحديد و تجريد عن تحديد و منهم من يرى أن التجريد و التنزيه تحديد و من المحال أن يعقل أمر من غير تحديد أصلا فإنه لا يخلو إما أن يعقل داخلا أو خارجا أو لا داخل و لا خارج أو هو عين الأمر لا غيره و كل هذا تحديد فإن كل مرتبة قد تميزت عن غيرها بذاتها و لا معنى للحد إلا هذا و هذا القدر كاف انتهى الجزء التاسع و مائة (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(الباب السابع و السبعون و مائة في معرفة مقام المعرفة)



من ارتقى في درج المعرفة رأى الذي في نفسه من صفه
لأنها دلت على واحد للفرق بين العلم و المعرفة
لها وجود في وجود الذي أرسله الحق و ما كلفه
فهو إمام الوقت في حاله و يشتهي الواقف أن يعرفه
تجري على الحكمة أحكامه في الرتبة العالية المشرفه

[أن المعرفة نعت إلهي و هي أحدية المكانة لا تطلب إلا الواحد]

اعلم أن المعرفة نعت إلهي لا عين لها في الأسماء الإلهية من لفظها و هي أحدية المكانة لا تطلب إلا الواحد و المعرفة عند القوم محجة فكل علم لا يحصل إلا عن عمل و تقوى و سلوك فهو معرفة لأنه عن كشف محقق لا تدخله الشبه بخلاف

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست