responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 296

شيئا قال أنظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أكملوا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذا كم فإن كان العمل غير ذات العامل كمانع الزكاة و كغاصب أمر ما حرم عليه اغتصابه كسي ذلك المال صورة عمل هذا العبد من حسن أو قبح فإن كان قبيحا طوق به كما قال في مانع الزكاة سَيُطَوَّقُونَ مٰا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ و

قال فيه ع يمثل له ما له شجاعا أقرع الحديث و فيه يقول له أنا كنزك فيطوق به و الكنز من عمل العبد في المال و هكذا العباد اللّٰه الصالحين فيما يجودون به من الخير بما يرجع إلى نفوسهم و إلى التصرف في غير ذواتهم فيرى علامات ذلك كله و هذا داخل تحت قوله تعالى سَنُرِيهِمْ آيٰاتِنٰا فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ و هذا الموطن من بعض مواطن ما يرى فيه عمله فيشاهد العبد الصالح عند الاحتضار عمله الصالح الذي هو لروحه مثل البراق لمن أسرى به عليه فيرفع تلك الروح الطيبة إلى درجاتها حيث كانت من عليين فإن عباد اللّٰه على طبقات في أعمالهم في الحسن و الأحسن و الجميل و الأجمل العلم

[من تجلى له عند الموت علمه بالجناب الإلهي]

(و منهم)رضي اللّٰه عنهم من تجلى له عند الموت علمه بالجناب الإلهي و هم رجلان رجل أخذ علمه بالله عن نظر و استدلال و رجل أخذ علمه عن كشف و صورة الكشف أتم و أجمل في التجلي لأن الكشف و اقتناء هذا العلم ينتجه تقوى و عمل صالح و هو قوله وَ اتَّقُوا اللّٰهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللّٰهُ فيظهر له علمه عند الموت صورة حسنة أو نورا يلتبس به فيفرح به فإن صحبته دعوى في اقتنائه ذلك العلم نفسية فهو في الصورة الجميلة دون من لم تصحبه دعوى في اقتناء ذلك العلم بل يراه منحة إلهية و فضلا و منة لا يرى لنفسه تعملا بل يكون ممن فنى عن عمله في عمله فكان معمولا به كالآلة للصانع يعمل بها و ينسب العمل إليه لا إليها فيقع الثناء على الصانع العامل بها لا عليها فهكذا يكون بعض عباد اللّٰه في اقتناء علومهم الإلهية فتكون صورة العلم في غاية من الحسن و الجمال الاعتقاد

[المعتقد الذي لا علم عنده إلا إن عقده موافق للعلم بالأمر]

(و منهم)المعتقد الذي لا علم عنده إلا إن عقده موافق للعلم بالأمر على ما هو عليه فكان يعتقد في اللّٰه ما يعتقده العالم لكن عن تقليد لمعلمه من العلماء بالله و لكن لا بد أن يتخيل ما يعتقده فإنه ليس في قوته إن يجرده عن الخيال و هو عند الاحتضار و للاحتضار حال استشراف على حضرة الخيال الصحيح الذي لا يدخله ريب ما هو الخيال الذي هو قوة في الإنسان في مقدم دماغه بل هو خيال من خارج كجبريل في صورة دحية و هو حضرة مستقلة وجودية صحيحة ذات صور جسدية تلبسها المعاني و الأرواح فتكون درجته بحسب ما اعتقده من ذلك المقام فإن كان هذا العبد صاحب مقام قد لحق بدرجة الأرواح النورية فإنها التي ذكر اللّٰه عنها أنها قالت وَ مٰا مِنّٰا إِلاّٰ لَهُ مَقٰامٌ مَعْلُومٌ فيظهر له مقامه في صورة فينزل فيها منزلة الوالي في ولايته فيكون بحسب مقامه و هذه كلها بشارات الحياة الدنيا الذين قال اللّٰه فيهم اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ كٰانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرىٰ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا (الحال)فإن كان صاحب حال في وقت احتضاره يرد عليه من اللّٰه حال يقبض فيه فهو له كالخلعة لا كالولاية فيتلبس بها و يتجمل بحسب ما يكون ذلك الحال دل على منزلته و الحال قد تكون ابتداء و قد تكون عن عمل متقدم و بينهما فرقان و إن كان الحال موهوبا على كل وجه و لكن الناس على قسمين منهم من تتقدم له خدمة فيقال إنه مستحق لما خلع عليه و منهم من لم يتقدم له ذلك فتكون المنة و العناية به أظهر لأنه لا يعرف له سبب مع أن الأحوال كلها مواهب و المقامات استحقاق الرسل

[في من يتجلى له عند الاحتضار رسوله]

(و منهم)من يتجلى له عند الاحتضار رسوله الذي ورثه إذ كان العلماء ورثة الأنبياء فيرى عيسى عند احتضاره أو موسى أو إبراهيم أو محمد أو أي نبي كان على جميعهم السلام فمنهم من ينطق باسم ذلك النبي الذي ورثه عند ما يأتيه فرحا به لأن الرسل كلهم سعداء فيقول عند الاحتضار عيسى أو يسميه المسيح كما سماه اللّٰه و هو الأغلب فيسمع الحاضرون بهذا الولي يتلفظ بمثل هذه الكلمة فيسيئون الظن به و ينسبونه إلى أنه تنصر عند الموت و أنه سلب عنه الإسلام أو يسمى موسى أو بعض أنبياء بنى إسرائيل فيقولون إنه تهود و هو من أكبر السعداء عند اللّٰه فإن هذا المشهد لا تعرفه العامة بل يعرفه أهل اللّٰه من أرباب الكشوف و إن كان ذلك الأمر الذي هو فيه اكتسبه من دين محمد ص و لكن ما ورث منه هذا الشخص إلا أمرا مشتركا كان لنبي قبله و هو قوله أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّٰهُ فَبِهُدٰاهُمُ اقْتَدِهْ فلما كانت الصورة مشتركة جلى الحق له صاحب تلك الصورة في النبي الذي كانت له تلك الصفة التي شاركه فيها محمد ص مثل قوله أَقِمِ الصَّلاٰةَ لِذِكْرِي و ذلك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست