responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 288



هل هو بالذات على حكم من يراه أو بالوصف يا عاقل

[الصحبة تطلب المناسب]

اعلم أيدك اللّٰه لما كانت الصحبة تطلب المناسب و هو يقول لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و دليل العقل يقضي به فله السيادة و العالم عبيد فخدمة لا صحبة و إنما امتنعت الصحبة من الطرف الواحد و صحت من الطرف الآخر لما نذكره فالحق ليس بصاحب لا حد من المخلوقين إلا بالصحبة التي أرادها الشارع في

قوله أنت الصاحب في السفر بذلك المعنى كما اتخذناه وكيلا فيما هو ملكه و لأنه الفعال لما يريد : كما قال ما يكون فعالا لما تريد أنت إلا إن توافق إرادتك إرادته وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ أن تشاءوا فمن حيث إنه أراد فعل لا من حيث إنك أردت و الصاحب من يترك إرادته لإرادة صاحبه و هذا في جناب الحق محال فلا يصحب الرب إلا ربوبيته لكن يصحبه العالم لصحة هذا الشرط منه فمن صحبه من العالم ترك إرادته و غرضه و محابه و مراضيه لإرادة سيده و إن كره ذلك العبد فإن دعواه في الصحبة تجعله أن يوافق و يحمل ذلك و كذلك النبي لا يصحب إلا نبوته فإنه لا يتمكن للنبي أن يكون مع صاحبه بحيث ما يريد صاحبه منه و إنما هو مع ما يوحى إليه به لا يفعل إلا بحسبه فيصحب و لا يصحب و لهذا ليست الصحبة فعل فاعلين و كذلك الملك لا يصحب سوى ملكه فيصحب أيضا و لا يصحب فإن الناس مع الرسول في صحبتهم بحكم ما يشرع لهم ما هم بحكم إرادتهم برهانه فَلاٰ وَ رَبِّكَ لاٰ يُؤْمِنُونَ حَتّٰى يُحَكِّمُوكَ فِيمٰا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاٰ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّٰا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً فلذلك صحبوه و ما صحبهم و الورثة أهل الإلقاء الإلهي يصحبون و لا يصحبون فإنهم مع ما يلقي اللّٰه إليهم كتقرير حكم المجتهد يحرم عليه العدول عنه فلا يصحب مؤمن مؤمنا أبدا لأنه لا يمكن له الوفاء معه على الإطلاق بحق الصحبة فإن المؤمن تحت حكم شرعه

قال رسول اللّٰه ص لو أن فاطمة بنت محمد سرقت قطعت يدها فالمحكوم عليه لا يمكن أن يكون صاحبا لأحد كالعبد لا يتمكن له أن يصحب غير سيده لأنه ما هو بحكم نفسه فيمشي على أغراض صاحبه بل هو بحكم سيده فالصحبة لا تصح إلا من الطرف الواحد و هو الأدنى و قد نبهناك فاعلم وقف عند حدك حتى تعلم أنك صاحب أو مصحوب فاعمل بحسب ذلك و الكامل من لا يزال صاحبا أبدا

(الباب الثاني و السبعون و مائة في معرفة مقام التوحيد)



دمية في القلب قد نصبت ما لها روح و لا جسد
كتبت فيه عقيدتها بمداد كله جسد
أحد ما مثله أحد بجمال النعت منفرد
مصدر الأكوان حضرته و هو لا شفع و لا عدد
الذي قام الوجود به أمرنا عليه ينعقد
و أنا العبد الفقير به و هو المحسان و الصمد
فأعجبوا من حكمة وجدت نعم و الرحمن ما وجدوا
حكمة تحوي على حكم نالها الحساد إذ حسدوا
أبد يعنو إلى أزل أزل يمده الأبد
كل من يجري إلى أمد سيرى و ما له أمد
هكذا التوحيد فاعتبروا واحد في واحد أحد

[التوحيد التعمل في حصول العلم في نفس الإنسان]

اعلم أن التوحيد التعمل في حصول العلم في نفس الإنسان أو الطالب بأن اللّٰه الذي أوجده واحد لا شريك له في ألوهيته و الوحدة صفة الحق و الاسم منه الأحد و الواحد و أما الوحدانية فقيام الوحدة بالواحد من حيث إنها لا تعقل إلا بقيامها بالواحد و إن كانت نسبة و هي نسبة تنزيه فهذا معنى التوحيد كالتجريد و التفريد و هو التعمل في حصول الانفراد الذي إذا نسب إلى الموصوف به سمي الموصوف به فردا أو منفردا أو متفردا إذا سمي به فالتوحيد نسبة فعل من الموحد يحصل في نفس العالم به إن اللّٰه واحد قال تعالى لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلاَّ اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا و قد وجد الصلاح و هو بقاء العالم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست