responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 270

الدلالة على صحة ما يدعو إليه فهذا هو حكم الحال فإن كان وليا دون رسول تعين عليه الجري بحكم الموطن لا بحكم الحال فإن ظهر من هذا الولي ما يدل على منزلته من ربه بما يعطي من التمكن و التصرف في العالم و ليس برسول فهو رعونة و صاحب نقص فإن ظهر بعلم غريب فهل يكون مثل صاحب الحال النفسي المؤثر أم لا قلنا لا فإن العلم الذي لا يكون معه أثر كوني سوى نفسه لا يقوم عند العامة و لا عند الخاصة له ذلك الوزن و لا لصاحبه ذلك التميز إلا عند الأكابر من أهل اللّٰه و ممن له تحقق و استشراف على ذلك المقام الأعلى و لذلك قال اللّٰه لنبيه ص قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً من أجل الموطن و ما أظهر آية في دعائه إلى اللّٰه في كل وقت و لا عند كل مدعو مع حاجته إلى ذلك و لكن لما كان مأمورا بالتبليغ ما عليه إلا البلاغ فإن شاء الحق أيده كان بالمعجزات و إن شاء زاد دعاؤه من أرسل إليهم فرارا مما دعاهم إليه من توحيده كنوح ع فأخبر فقال إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَ نَهٰاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعٰائِي إِلاّٰ فِرٰاراً وَ إِنِّي كُلَّمٰا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصٰابِعَهُمْ فِي آذٰانِهِمْ وَ اسْتَغْشَوْا ثِيٰابَهُمْ وَ أَصَرُّوا وَ اسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبٰاراً و للحكماء السياسة في العالم بالطريقة المشروعة التي شرع اللّٰه لعباده ليسلكوا فيها فيقودهم ذلك السلوك إلى سعادتهم انتهى الجزء السابع و مائة (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(الباب السابع و الستون و مائة في معرفة كيمياء السعادة)



إن الأكاسير برهان يدل على ما في الوجود من التبديل و الغير
إن العدو بإكسير العناية إذ يلقى عليه بميزان على قدر
في الحين يخرج صدقا من عداوته إلى ولايته بالحكم و القدر
فصحح الوزن فالميزان شرعتنا و قد أبنت فكن فيه على حذر
الكيمياء مقادير معينة لأن كم عدد في عالم الصور
فكن به فطنا إن كنت ذا نظر و لا تردنك الأهواء عن النظر
تلحق برتبة أملاك مطهرة و ترتقي رتبا عن عالم البشر

[الكيمياء ما هو؟]

الكيمياء عبارة عن العلم الذي يختص بالمقادير و الأوزان في كل ما يدخله المقدار و الوزن من الأجسام و المعاني محسوسا و معقولا و سلطانها في الاستحالات أعني تغير الأحوال على العين الواحدة فهو علم طبيعي روحاني إلهي و إنما قلنا إلهي لورود الاستواء و النزول و المعية و تعدد الأسماء الإلهية على المسمى الواحد باختلاف معانيها

فالأمر ما بين مطوي و منشور كالكيف و الكم أحوال المقادير
تاهت مراكبنا على بسائطها نية امتياز بسر غير مقهور
و الوحي ينزل أحكاما يشرعها و الحكم ما بين منهي و مأمور

[علم الكيمياء على قسمين]

فعلم الكيمياء العلم بالإكسير و هو على قسمين أعني فعله إما انشاء ذات ابتداء كالذهب المعدني و إما إزالة علة و مرض كالذهب الصناعي الملحق بالذهب المعدني كنشأة الآخرة و الدنيا في طلب الاعتدال فاعلم أن المعادن كلها ترجع إلى أصل واحد و ذلك الأصل يطلب بذاته أن يلحق بدرجة الكمال و هي الذهبية غير أنه لما كان أمرا طبيعيا عن أثر أسماء إلهية متنوعة الأحكام طرأت عليه في طريقه علل و أمراض من اختلاف الأزمنة و طبائع الأمكنة مثل حرارة الصيف و برد الشتاء و يبوسة الخريف و رطوبة الربيع و من البقعة كحرارة المعدن و برده و بالجملة فالعلل كثيرة فإذا غلبت عليه علة من هذه العلل في أزمان رحلته و نقلته من طور إلى طور و خروجه من حكم دور إلى حكم دور و استحكم فيه سلطان ذلك الموطن ظهرت فيه صورة نقلت جوهرته إلى حقيقتها فسمي كبريتا أو زيبقا و هما الأبوان لما يظهر من التحامهما و تناكحهما من معادن لعلل طارئة على الولد فهما إنما يلتحمان و يتناكحان ليخرج بينهما جوهر شريف كامل النشأة يسمى ذهبا فيشرف به الأبوان إذ كانت تلك الدرجة مطلوبة لكل واحد من الأبوين من

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست