responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 252

و إرادته المقيدتان بلو و هو حرف امتناع فيه سر خفي لأهل العلم بالله فإذا علمت هذا أقمت عذر العالم عند اللّٰه و لهذا كانت الملائكة تبدأ في نصرتها و دعائها بتسبيح ربها و الثناء عليه بمثل هذه الأسماء تعريضا أن أصل ما هم فيه من حقائق قوله وَ مَنْ يُضْلِلِ اللّٰهُ و مَنْ يَهْدِ اللّٰهُ أي الكل بيدك و حينئذ يستغفرون إقامة لعذرهم عند اللّٰه و إلى اللّٰه يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فكل علم في العالم مستنبط من العلم الإلهي فهو العلم العام و لا يعرفه إلا نبي أو ولي مقرب مجتبى من ملك و بشر و أما النظر العقلي فإنه لا يصل إلى هذا العلم أبدا من حيث فكره و نظره في الأدلة التي يستقل بها

[سرد أسماء ملائكة التسخير في القرآن]

فهذا قد أريتك بعض ما هي عليه الولاية الملكية إلى ما فوق ذلك من تسخيرهم في إنزال الوحي و مصالح العالم من هبوب رياح و نشء سحاب و إنزال مطر إذ كانوا اَلصَّافّٰاتِ و فَالزّٰاجِرٰاتِ و فَالتّٰالِيٰاتِ و اَلْمُرْسَلاٰتِ و اَلنّٰاشِرٰاتِ و فَالْفٰارِقٰاتِ و فَالْمُلْقِيٰاتِ و اَلنّٰازِعٰاتِ و اَلنّٰاشِطٰاتِ و اَلسّٰابِحٰاتِ و فَالسّٰابِقٰاتِ و فَالْمُدَبِّرٰاتِ و فَالْمُقَسِّمٰاتِ و هؤلاء كلهم من ملائكة التسخير و ولاية كل صنف من مرتبته التي هو فيها

[ملائكة التدبير و نصرتها للنفوس الناطقة]

و أما ملائكة التدبير و هم الأرواح المدبرة أجسام العالم المركب و هذه المدبرة هي النفوس الناطقة فإن الولاية فيها نصرتها لله فيما جعل في أخذها به سعادتها و سعادة جسدها الذي أمرت بتدبيره فيأتي الطبع فيريد نيل غرضه فينظر العقل ما حكم الشرع الإلهي في ذلك الغرض فإن رآه محمودا عند اللّٰه أمضاه و إن رآه مذموما نبه النفس عليه و طلب منها النصرة على قمع هذا الغرض المذموم فساعدته فنصرت العقل بقبول الخير و ذلك لتكون كلمة اللّٰه المشروعة هي العليا على كلمة اللّٰه في الذين كفروا التي هي السفلي :

[الصدقة تقع بيد الرحمن قبل وقوعها بيد السائل]

كما كانت الصدقة تقع في يد السائل و هي السفلي و السائل قوله وَ أَقْرِضُوا اللّٰهَ و

الصدقة تقع بيد الرحمن قبل وقوعها بيد السائل المتلفظ بحروف السؤال و اليد العليا هي المنفقة خير من اليد السفلي و هي السائلة و المال لله سبحانه هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ و نحن مستخلفون فيه بل نحن الخزائن و الخزنة لهذا المال فتحقق ما أومأنا إليه في هذا الباب فإنه نافع جدا و مزيل جهلا عظيما و مورث أدبا إلهيا فيه سعادة أبدية لمن وقف عنده و فهمه و عمل به

(الباب الخامس و الخمسون و مائة في معرفة مقام النبوة و أسرارها)



بين الولاية و الرسالة برزخ فيه النبوة حكمها لا يجهل
لكنها قسمان إن حققتها قسم بتشريع و ذاك الأول
عند الجميع و ثم قسم آخر ما فيه تشريع و ذاك الأنزل
في هذه الدنيا و أما عند ما تبدو لنا الأخرى التي هي منزل
فيزول تشريع الوجود و حكمه و هناك يظهر أن هذا الأفضل
و هو الأعم فإنه الأصل الذي لله فهو نبأ الولي الأكمل

[النبوة نعت إلهى أثبتها في الجناب العالي الاسم السميع]

النبوة نعت إلهي يثبتها في الجناب العالي الاسم السميع و يثبت حكمها صفة الأمر الذي في الدعاء المأمور به و إجابة الحق عباده فيما يسألونه فيه فإنها أيضا من اللّٰه في حق العبد سؤال إلهي بصفة افعل و لا تفعل و نقول نحن سَمِعْنٰا وَ أَطَعْنٰا و يقول هو سبحانه سمعت و أجبت فإنه قال أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ و صيغة الأمر من العبد في الطلب اِغْفِرْ لَنٰا اِرْحَمْنٰا اُعْفُ عَنّٰا فَانْصُرْنٰا و اِهْدِنَا اُرْزُقْنٰا و شبه ذلك و صيغة النهي من العبد في الدعاء لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا لاٰ تَجْعَلْنٰا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ لاٰ تُخْزِنٰا يَوْمَ الْقِيٰامَةِ لاٰ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ

[انقطاع الرسالة و النبوة التشريعية و بقاء المبشرات و حكم المجتهدين]

و ليست النبوة بمعقول زائد على هذا الذي ذكرنا إلا أنه لم يطلق على نفسه من ذلك اسما كما أطلق في الولاية فسمى نفسه وليا و ما سمي نفسه نبيا مع كونه أخبرنا و سمع دعاءنا فهو من الوجهين بهذه المثابة و لهذا

قال ص إن الرسالة و النبوة قد انقطعت و ما انقطعت إلا من وجه خاص انقطع منها مسمى النبي و الرسول و لذلك

قال فلا رسول بعدي و لا نبي ثم أبقى منها المبشرات و أبقى منها حكم المجتهدين و أزال عنهم الاسم أبقى الحكم و أمر من لا علم له بالحكم الإلهي أن يسأل أهل الذكر فيفتونه بما أداه إليه اجتهادهم و إن اختلفوا كما اختلفت الشرائع لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً و كذلك لكل مجتهد جعل له شرعة من دليله و منهاجا و هو عين دليله في إثبات الحكم و يحرم عليه العدول عنه و قرر

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست