responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 253

الشرع الإلهي ذلك كله فحرم الشافعي عين ما أحله الحنفي و أجاز أبو حنيفة عين ما منعه أحمد بن حنبل فأجاز هذا ما لم يجز هذا فاتفقوا في أشياء و اختلفوا في أشياء و كل في هذه الأمة شرع مقرر لنا من عند اللّٰه مع علمنا إن مرتبتهم دون مرتبة الرسل الموحى إليهم من عند اللّٰه

[النبوة من حيث عينها و حكمها ما نسخت و إنما انقطع الوحى الخاص بالرسول و النبي]

فالنبوة و الرسالة من حيث عينها و حكمها ما نسخت و إنما انقطع الوحي الخاص بالرسول و النبي من نزول الملك على أذنه و قلبه و تحجير لفظ اسم النبي و الرسول فلا يقال في المجتهد إنه نبي و لا رسول كما حجر الاجتهاد على الأنبياء فيما شرعه و المجتهد و إن كان يرشد الناس بما أداه إليه دليله و اجتهاده فلا يطلق عليه هذا الاسم فهو لفظ خاص بالأنبياء و الرسل ما هو لله و لا للأولياء بل هو اسم خاص للعبودية التي هي عين القرب من السيد و عدم مزاحمة السيد في رتبته بخلاف الولاية فإن العبد مزاحم له في اسم الولي تعالى و لهذا شق على المستخلصين من العبيد انقطاع اسم النبي و اسم الرسول لما كان من خصائصها و لم يكن له في الأسماء الإلهية عين

[الواقعة التي رأى فيها ابن عربى الباب السهل المرتقى إليه الصعب النزول عنه]

و إذا كانت النبوة نعتا إلهيا في أحكامها و منها أوجب الحق على نفسه ما أوجب لأن الوجوب للشرع ما هو لغير الشرع فقال كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ هذا من حكم الشرع فاعلم ذلك و تثبت في معرفة ما ذكرناه فإنه سهل المرتقى صعب النزول عنه هكذا رأيته في الواقعة ليلة أردت أن أقيد هذا الباب فما تكلمنا في هذا الباب بما تكلمنا به إلا بما شاهدناه في الواقعة و رأينا فيها باب اسم الرسول و النبي مغلقا على يميني و المعراج بإدراجه منه إلى الطريق الشارع الذي يمشي الناس عليه و أنا عند الباب واقف و ليس فوق ذلك المقام الذي أوقفني الحق فيه مقام لأحد إلا ما في داخل ذلك المغلق الموثق الغلق و مع غلقه ما ينحجب عني ما وراءه إلا أنه لا قدم لأحد فيه إلا الكشف و لقد طلع إلى شخص فلما وصل بسهولة و رآه توعر عليه النزول و حار و لم يقدر على الثبات فيه فتركني و سلك الطريق الذي عليه جئت أنا إلى ذلك الموضع و راح و تركني راجعا و استيقظت على هذه الحالة فقيدت ما أودعته في هذا الباب

[المبشرات من بقايا النبوة التعريفية]

و رأيت في هذه الليلة رسول اللّٰه ص و هو يكره إدخال الجنازة في المسجد و يكره أيضا أن يستر الميت من الذكران بثوب زائد على كفنه و أمر أن يسلب عنه و يترك على نعشه في كفنه و أن لا يستر في تابوت أصلا و أمرني إذا كان البردان أسخن الماء للغسل من الجنابة و لا أصبح على جنابة و رأيته يشكر على الجماع و يستحسن ذلك من فاعله هذا كله رأيته في هذه الليلة و رأيت أحمد بن حنبل في هذه الليلة و ذكرت له أن رسول اللّٰه ص أمرني أن أسخن الماء للغسل من الجنابة فقال لي هكذا ذكر البخاري أنه رأى النبي ص في النوم فأمره بذلك و رأى الفربري البخاري في النوم فأمره بذلك و رآني الفربري في النوم و علمت أنه رآني في النوم و رأيته أنا في نومه فذكر لي أن البخاري ذكر له هذا فعلمته أنا من قول الفربري و ثبت عندي و ها أنا في النوم قد قلته لك فاعمل به و استيقظت فأمرت أهلي أن يسخنوا لي ماء و اغتسلت مع الفجر و هذه كلها من المبشرات

[النبوة المهموزة و النبوة التي هي غير مهموزة]

و أما النبوة التي هي غير مهموزة فهي الرفعة و لم يطلق على اللّٰه منها اسم و لها في الإله اسم رَفِيعُ الدَّرَجٰاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ و لها أيضا الاسم العلي و الأعلى و هي النبوة المهموزة و هي مولدة عن النبوة التي هي الرفعة فالقصر الأصل و المد زيادة أ لا ترى العرب في ضرورة الشعر تجوز قصر الممدود لأنه رجوع إلى الأصل و لا تجوز مد المقصور لأنه خروج عن الأصل و الروح بينه تعالى و بين من شاء من عباده بالبشارة و النذارة و للأولياء في هذه النبوة مشرب عظيم كما ذكرنا و لا سيما و

النبي ص قد قال فيمن حفظ القرآن إن النبوة قد أدرجت بين جنبيه فإنها له غيب و هي للنبي شهادة

[الوراثة و الولاية و النبوة و علم علماء الرسوم]

فهذا هو الفرقان بين النبي و الولي في النبوة فيقال فيه نبي و يقال في الولي وارث و الوراثة نعت إلهي فإنه قال عن نفسه إنه خَيْرُ الْوٰارِثِينَ فالولي لا يأخذ النبوة من النبي إلا بعد أن يرثها الحق منهم ثم يلقيها إلى الولي ليكون ذلك أتم في حقه حتى ينتسب في ذلك إلى اللّٰه لا إلى غيره و بعض الأولياء يأخذونها وراثة عن النبي و هم الصحابة الذين شاهدوه أو من رآه في النوم ثم علماء الرسوم يأخذونها خلفا عن سلف إلى يوم القيامة فيبعد النسب و أما الأولياء فيأخذونها عن اللّٰه تعالى من كونه ورثها و جاد بها على هؤلاء فهم أتباع الرسل بمثل هذا السند العالي المحفوظ الذي لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ

[أخذ العلم ميتا عن ميت و أخذ العلم عن الحي الذي لا يموت]

قال أبو يزيد أخذتم علمكم ميتا عن ميت و أخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت قال اللّٰه تعالى لنبيه ص في مثل هذا المقام لما ذكر الأنبياء

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست