responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 134

أماكنها لا يأتيها إلا ذو عزيمة فإن كثيرا من أهل الطريق لا يقول بالرخص و هو غلط فإنه يفوته محبة اللّٰه في إتيانها فلا يكون له ذوق فيها فهو كمثل الذي يقضي و لا يتنفل دائما و هو غاية الخطاء بل المشروع أن يتطوع فإن نقصت فرائضه كملت له من تطوعه و هو النوافل و إن لم ينتقص منها شيئا كانت له نوافل كما نواها و يحصل له ذوق محبة اللّٰه إياه من أجلها فقد أبطل شرع اللّٰه من لم تكن هذه حاله فإنه إن كانت فريضته تامة لم يجز قضاؤها فقد شرع ما لم يشرع له و لم يأذن به اللّٰه و أن اللّٰه ما يكتبها له نافلة فإنه ما نواها و قد أساء الأدب مع اللّٰه حيث سماها اللّٰه تطوعا و قال هذا قضاء فلا يحصل له ثمرة النوافل لأنها غير منوبة و لا ورد في ذلك شرع أنه يكتب له ما نواه قضاء نافلة هذا هو الطريق الذي يكون فيه سفر القوم

[السفر]

فإن قلت و ما السفر قلنا القلب إذا أخذ في التوجه إلى الحق تعالى بالذكر بحق أو بنفس كيف كان يسمى مسافرا

[المسافر]

فإن قلت و ما المسافر قلنا هو الذي سافر بفكره في المعقولات و هو الاعتبار في الشرع فعبر من العدوة الدنيا إلى العدوة القصوى : و هو العامل السالك

[السالك]

فإن قلت و ما السالك قلنا هو الذي مشى على المقامات بحاله لا بعلمه و هو العمل فكان له عينا قال ذو النون لقيت فاطمة النيسابورية فما ذكرت لها مقاما إلا كان ذلك المقام لها حالا و قد يحصل هذا للمراد و المريد

[المراد و المريد]

فإن قلت و ما المراد و ما المريد قلنا المراد عبارة عن المجذوب عن إرادته مع تهيؤ الأمر له فجاوز الرسوم كلها و المقامات من غير مكابدة و أما المريد فهو المتجرد عن إرادته و قال أبو حامد هو الذي صح له الأسماء و دخل في جملة المنقطعين إلى اللّٰه بالاسم و أما المريد عندنا فنطلقه على شخصين لحالين الواحد من سلك الطريق بمكابدة و مشاق و لم تصرفه تلك المشاق عن طريقه و الآخر من تنفذ إرادته في الأشياء و هذا هو المتحقق بالإرادة لا المراد

[الإرادة]

فإن قلت و ما الإرادة قلنا لوعة في القلب يطلقونها و يريدون بها إرادة التمني و هي منه و إرادة الطبع و متعلقها الخط النفسي و إرادة الحق و متعلقها الإخلاص و ذلك بحسب الهاجس

[الهاجس]

فإن قلت و ما الهاجس قلنا الخاطر الأول و هو الخاطر الرباني الذي لا يخطئ أبدا و يسمونه السبب الأول و نقر الخاطر

[ارتباط المقامات و المراتب بضرب من التناسب]

فهذا قد بينا لك ارتباط المقامات و المراتب بضرب من التناسب و تعلق بعضها ببعض و قليل من سلك في إيضاحها هذا المسلك و هذا مساق المسلسل في لغات العرب و هي طريقة غريبة أشار إليها إبراهيم بن أدهم و غيره رضي اللّٰه عنهم و بأن منها شرح ألفاظ اصطلاح القوم فحصل من ذلك منها فائدتان الواحدة معرفة ما اصطلحوا عليه و الثاني المناسبات التي بينهما و اللّٰه الموفق

(السؤال الرابع و الخمسون و مائة)ما تأويل أم الكتاب فإنه ادخرها من جميع الرسل له و لهذه الأمة

الجواب الأم هي الجامعة و منه أم القرى و الرأس أم الجسد يقال أم رأسه لأنه مجموع القوي الحسية و المعنوية كلها التي للإنسان

[الفاتحة أم جميع الكتب المنزلة]

و كانت الفاتحة أما لجميع الكتب المنزلة و هي القرآن العظيم أي المجموع العظيم الحاوي لكل شيء و كان محمد صلى اللّٰه عليه و سلم قد أوتي جوامع الكلم فشرعه تضمن جميع الشرائع و كان نبيا و آدم لم يخلق فمنه تفرعت الشرائع لجميع الأنبياء عليهم السلام هم إرساله و نوابه في الأرض لغيبة جسمه و لو كان جسمه موجودا لما كان لأحد شرع معه و هو قوله لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني

[شرع الإسلام أصل الشرائع و رسوله هو المقرر لها]

و قال تعالى إِنّٰا أَنْزَلْنَا التَّوْرٰاةَ فِيهٰا هُدىً وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هٰادُوا و نحن المسلمون و علماؤنا الأنبياء و نحكم على أهل كل شريعة بشريعتهم فإنها شريعة نبينا إذ هو المقرر لها و شرعه أصلها و أرسل إلى الناس كافة و لم يكن ذلك لغيره و الناس من آدم إلى آخر إنسان و كانت فيهم الشرائع فهي شرائع محمد صلى اللّٰه عليه و سلم بأيدي نوابه فإنه المبعوث إلى الناس كافة فجميع الرسل نوابه بلا شك فلما ظهر بنفسه لم يبق حكم إلا له و لا حاكم إلا رجع إليه و اقتضت مرتبته أن تختص بأمر عند ظهور عينه في الدنيا لم يعطه أحد من نوابه و لا بد أن يكون ذلك الأمر من العظم بحيث أنه يتضمن جميع ما تفرق في نوابه و زيادة

[الصفات السبع النفسية و احتواؤها على جميع الأسماء الإلهية]

و أعطاه أم الكتاب فتضمنت جميع الصحف و الكتب و ظهر بها فينا مختصرة سبع آيات تحتوي على جميع الآيات كما كانت السبع الصفات الإلهية تتضمن جميع الأسماء الإلهية كلها و يرجع كل اسم إلهي إلى واحد منها بلا شك و قد فعل ذلك الأستاذ أبو إسحاق الأسفراييني في كتاب الجلي و الخفي له فرد جميع الأسماء إليها و ما وجد من الأسماء الإلهية لصفة الكلام إلا الاسم الشكور و الشاكر خاصة و باقي الأسماء قسمها على الصفات فقبلتها حيث تتضمنها بلا شك فمنها ما ألحقه بالعلم و منها بالقدرة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست