responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 127

يقول أهل النار مٰا لَنٰا لاٰ نَرىٰ رِجٰالاً كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ و هو من دخل النار من أمة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم التي بعث إليها في مشارق الأرض و مغاربها فكما طهر اللّٰه بيت النبوة في الدنيا بما ذكره مما يليق بالدنيا كذلك الذي يليق بالآخرة إنما هو الخروج من النار فلا يبقى في النار موحد ممن بعث إليه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بل و لا أحد ممن بعث إليه يبقى شقيا و لو بقي في النار فإنها ترجع عليه بَرْداً وَ سَلاٰماً من بركة أهل البيت في الآخرة فما أعظم بركة أهل البيت

[أمة محمد ص تحشر معه و التي تحشر إليه]

فإنه من حين بعث رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم انطلق على جميع من في الأرض من الناس أمة محمد إلى يوم القيامة فالمؤمنون به منهم يحشرون معه و غير المؤمنين به يحشرون إليه و قد أعلم أنه ما أرسل إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ و لم يقل للمؤمنين خاصة

و قد قيل له لما دعا في الصلاة على رعل و ذكوان و عصية ما بعثك اللّٰه سبابا و لا لعانا أي طرادا أي لا تطرد عن رحمتي من بعثتك إليه و إن كان كافرا و إنما بعثتك رحمة و هو قوله وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً

[الحكيم يقضى بحكم الموطن]

فإذا حشروا إليه و هم أمته و هو بهذه المثابة من الرحمة التي فطر عليها و الرحمة التي بعث بها فيرحم منهم من يقتضي ذلك الموطن أن يرحم فإنه حكيم و الذي لا يقتضي ذلك الموطن أن يرحمه يقول فيه سحقا سحقا أدبا مع اللّٰه حتى يتجلى الحق في صفة غير تلك الصفة مما يقتضي الإسعاف في الجميع فعند ذلك تظهر بركته و رحمته صلى اللّٰه عليه و سلم فيمن بعث إليهم بما يرحمهم اللّٰه به و ينقلهم من النار إلى الجنان و من حال الشقاء إلى حال السعادة و إن كانوا مخلدين في النار فإن الحكم يقضي بحكم الموطن كرجل مقرب عند مليك رأى الملك في حال غضب على عبد من عبيده فلا ينبغي له في الأدب أن يشفع فيه في تلك الحال و لكن ينبغي له أن يقول أزيلوه من بين يدي الملك و اجعلوه في الحبس و قيدوه فإنه لا يصلح لشيء من الخير هذا العبد الآبق الكافر نعمة سيده كل ذلك بمرأى من سيده فإذا تجلى ذلك السيد في حال بسط و رضي و زال ذلك العبد إلى السجن و القيد و بعد عن الرحمة و إن كان في رحمة حينئذ يليق بهذا المقرب أن يقول للسيد يا مولانا فلأن على كل حال هو عبدك و ما له راحم سواك و إلى من يلجأ إن طردته و من يوسع عليه إن ضيقت عليه و هو محسوب عليك و في هذا من العار بالحضرة أن يقال فيه أنه لم يحترم سيده إذا رىء معاقبا و الحضرة أجل من أن يقال عنها إنها لم تحترم فإذا عفوت عنه و ألحقته بالسعداء استتر الأمر و أنا يا مولاي أغار أن ينسب إلى هذه الحضرة ما يشينها و مثل هذا الكلام مع البسط الذي هو عليه السيد و اقتضى الموضع الشفاعة فيه فيأمر السيد بتبديل حال الشقاء عنه بحال السعادة و إن يخلع عليه خلع الرضي و إن بقي محبوسا فيصير له ذلك الدار و المنزل ملكا و يهبه له ربه ملكا و يرجع عذابه نعيما و هو أبلغ في القدرة هذا إن كانت تلك الدار سكناه أو يأمر بإخراجه إلى منازل السعداء

[طلوع الفجر النبوة و بزوغ شمسها و بركات أهل البيت على البشرية كلها]

فهكذا الناس يوم القيامة في بركة أهل البيت ممن بعث إليه صلى اللّٰه عليه و سلم فما أسعد هذه الأمة فإن اعتبر اللّٰه البيت اعتبار الباطن إذ كان كل شرع متقدم شرع محمد صلى اللّٰه عليه و سلم بمنزلة طلوع الفجر إلى حين طلوع الشمس فكان ذلك الضوء و تزايده من الشمس فتكون أمة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم من آدم إلى آخر إنسان يوجد فيكون الكل من أمة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فينال الكل بركة أهل البيت فيسعد الجميع أ لا تراه

يقول يوم القيامة أنا سيد الناس فلم يخص و لم يقل أنا سيد أمتي ثم إنه ما ذكر بعد هذه اللفظة إلا حديث الشفاعة فقال أ تدرون بما ذاك و ذكر حديث الشفاعة يوم القيامة و هو معنى ما أشرنا إليه آنفا فإن فهمت ما أومأنا إليه فافعل ما شئت فقد غفر لك إنه وٰاسِعُ الْمَغْفِرَةِ

(السؤال الحادي و الخمسون و مائة)قوله آل محمد

الجواب

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لكل نبي آل و عدة و آلي و عدتي المؤمن و من أسمائه تعالى اَلْمُؤْمِنُ و هو العدة لكل شدة

[آل محمد ص هم العظماء بمحمد]

و الآل يعظم الأشخاص فعظم الشخص في السراب يسمى الآل فآل محمد هم العظماء بمحمد و محمد صلى اللّٰه عليه و سلم مثل السراب يعظم من يكون فيه و أنت تحسبه محمدا العظيم الشأن كما تحسب السراب ماء و هو ماء في رأى العين فإذا جئت محمدا صلى اللّٰه عليه و سلم لم تجد محمدا و وجدت اللّٰه في صورة محمدية و رأيته برؤية محمدية

[معرفتك بالله بك لا به مثل معرفتك بالسراب أنه ماء]

كما أنك إذا جئت إلى السراب لتجده كما أعطاك النظر فلم تجده في شيئيته ما أعطاك النظر و وجدت اللّٰه عنده أي عرفت أن معرفتك بالله مثل معرفتك بالسراب أنه ماء فإذا به ليس ماء و تراه العين ماء فكذلك إذا قلت عرفت اللّٰه و تحققت بالمعرفة عرفت أنك ما عرفت اللّٰه فالعجز عن معرفته هي المعرفة به فما حصل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست