responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 128

بيدك إلا أنه لا يتحصل لأحد من خلقه

[كل من استند إلى اللّٰه عظم في القلوب]

و كل من استند إلى اللّٰه عظم في القلوب و عند العارفين بالله و عند العامة كما أنه من كان في السراب عظم شخصه في رأى العين و يسمى ذلك الشخص آلا و هو في نفسه على خلاف ما تراه العيون من التضاؤل تحت جلال اللّٰه و عظمته كذلك محمد يتضاءل تضاؤل السراب في جنب اللّٰه لوجود اللّٰه عنده فهذا إذا فهمت ما قلناه معنى آل محمد

(السؤال الثاني و الخمسون و مائة)أين خزائن الحجة من خزائن الكلام من خزائن علم التدبير

الجواب في قوله فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ بكل وجه فأوله تدبير و هي الخزائن العامة و هو قوله يُدَبِّرُ الْأَمْرَ و في هذه الخزائن خزائن الكلام لأن خزائن علم التدبير تحوي على خزائن شتى منها خزائن الكلام و هي في قوله يُفَصِّلُ الْآيٰاتِ بالكلام

[المعرفة الذوقية و أصحاب الأدلة العقلية]

و في خزائن الكلام خزائن الحجة في مقابلة المعارض و هو الذي لا يعرف اللّٰه معرفة ذوق و هم أصحاب الأدلة العقلية فإنهم لا يقبلون ما جاءت به الشرائع من صفات الحق التي لو قالها غير النبي جهله العقلاء بأدلتهم و كفره المؤمنون و هو ما قال إلا ما قيل له فمتى ما لم يكن العلم ذوقا لم يخلص خاطر سامعه من الإنكار بقلبه من حيث عقله

[القول المعجز هو قول الحق و الصدق]

ثم خزائن الحجة خصوص في خزائن الكلام و هو القول المعجز و هو قول الحق و الصدق و كذا رأيته في الواقعة مثل القرآن فهو الحجة من الكلام فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ و لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْآنِ لاٰ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كٰانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً لأنه أتى من خزائن الحجة و سائر الكتب و الصحف من خزائن الكلام و سائر المخلوقات من خزائن علم التدبير

(السؤال الثالث و الخمسون و مائة)أين خزائن علم اللّٰه من خزائن علم البدء

الجواب في المساوقة الوجودية لأن اللّٰه لم يزل عالما بأنه الإله و أن الممكن مألوه و أن العدم للممكن نعت أزلي و أنه لم يزل مظهرا للحق

[العلم الذي انفرد به الحق دون سواه]

فخزانة علم اللّٰه من علم البدء هو معرفة مرتبة الاسم اللّٰه من الاسم المبدئ كما يقال أين خزانة علم البديء من علم المعيد فإن الظرفية لا تخلوا إما أن تكون مكانية أو زمانية و لا مكان و لا زمان فإنهما هما اللذان يعطيان المقدار و أين كذا من كذا يطلب المقدار فغاية أن يقال في المرتبة الأولى التي لا تقبل الثاني و هي مرتبة الواجب الوجود الذاتي كما نقول في الممكن إنه في مرتبة الوجوب الإمكانى الذاتي و العلم بهذا هو علم سر السر و هو الأخفى و هو العلم الذي انفرد به الحق دون ما سواه و لا يعلم هذا إلا بالتحلي بالحاء المهملة

[مساق المسلسل في لغة العرب شرح ألفاظ اصطلاح القوم]

[التحلي]

فإن قلت و ما التحلي قلنا الاتصاف بالأخلاق الإلهية المعبر عنها في الطريق بالتخلق بالأسماء و عندنا التحلي ظهور أوصاف العبودة دائما مع وجود التخلق بالأسماء فإن غاب عن هذا التحلي كان التخلق بالأسماء عليه وبالا قال تعالى كَذٰلِكَ يَطْبَعُ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّٰارٍ

[وصف الحق نفسه في كتابه بما لا يقبله العقل]

و تحلى العبد بأوصاف العبودة هو من تخلقه بالأخلاق الإلهية و لكن أكثر الناس لا يعقلون فلو عرفوا معنى ما ورد في القرآن و السنة من وصف الحق سبحانه نفسه بما لا يقبله العقل إلا بالتأويل إلا نزه ما نفروا من ذلك إذا سمعوه من أمثالنا فإن العبودة أعني معقولها إن كان أمرا وجوديا فهو عينه فإن الوجود له و إنما الحق لما كانت أعيان الممكنات مظاهره عظم على العقول أن تنسب إلى اللّٰه ما نسبه لنفسه فلما ظهر المقام الذي وراء طور العقل بالنبوة و عملت الطائفة عليه بالإيمان أعطاهم الكشف ما أحاله العقل من حيث فكره و هو في نفس الأمر ليس على ما حكم به و هذا من خصائص التصوف

[التصوف]

فإن قلت و ما التصوف قلنا الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرا و باطنا و هي مكارم الأخلاق و هو أن تعامل كل شيء بما يليق به مما يحمده منك و لا تقدر على هذا حتى تكون من أهل اليقظة

[اليقظة]

فإن قلت و ما اليقظة حتى أكون من أهلها قلنا اليقظة الفهم عن اللّٰه في زجره فإذا فهمت عن اللّٰه انتبهت

[الانتباه]

فإن قلت فما الانتباه قلنا هو زجر الحق عبده على طريق العناية و هذا لا يحصل إلا لأهل العبودة

[العبودة]

فإن قلت و ما العبودة قلنا نسبة العبد إلى اللّٰه لا إلى نفسه فإن انتسب إلى نفسه فتلك العبودية لا العبودة فالعبودة أتم حتى لا يحكم عليه مقام السواء

[مقام السواء]

فإن قلت و ما السواء قلنا بطون الحق في الخلق و بطون الخلق في الحق و هذا لا يكون إلا فيمن عرف أنه مظهر للحق فيكون عند ذلك باطنا للحق و بهذا وردت الفهوانية

[الفهوانية]

فإن قلت و ما الفهوانية قلنا خطاب الحق كافحة في عالم المثال و هو

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم في الإحسان أن تعبد اللّٰه كأنك تراه و من هناك تعلم الهو

[الهو]

فإن قلت و ما الهو قلنا الغيب الذاتي الذي لا يصح شهوده فليس هو ظاهرا و لا مظهرا و هو المطلوب الذي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست