responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 126

للحق فبه يتكون عن بعض الناس ما شاءوا قال الحلاج بِسْمِ اللّٰهِ من العبد بمنزلة كُنْ من الحق و لكن بعض العباد له كُنْ دون بِسْمِ اللّٰهِ و هم الأكابر

جاء عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في غزوة تبوك أنهم رأوا شخصا فلم يعرفوه فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم كن أبا ذر فإذا هو أبو ذر و لم يقل بسم اللّٰه فكانت كن منه كن الإلهية

[من كان الحق سمعه و بصره و لسانه]

فإنه

قال اللّٰه تعالى فيمن أحبه حب النوافل كنت سمعه و بصره و لسانه الذي يتكلم ب‌ ه و قد شهد اللّٰه لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم بأن له نافلة بقوله تعالى وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نٰافِلَةً لَكَ فلا بد أن يكون سمعه الحق و بصره الحق و كلامه الحق و لم يشهد بها لأحد من الخلق على التعيين فعلامة من لم تستغرق فرائضه نوافله و فضلت له نوافل أن يحبه اللّٰه تعالى هذه المحبة الخاصة و جعل علامتها أن يكون الحق سمعهم و بصرهم و يدهم و جميع قواهم و لهذا دعا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أن يكون كله نورا فإن اللّٰه نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ

[الغاية المطلوبة للعبد عند الحكماء و عند الصوفية]

و لهذا تشير الحكماء بأن الغاية المطلوبة للعبد التشبه بالإله و تقول فيه الصوفية التخلق بالأسماء فاختلفت العبارات و توحد المعنى و نحن نرغب إلى اللّٰه و نضرع أن لا يحجبنا في تخلقنا بالأسماء الإلهية عن عبودتنا

(السؤال الثامن و الأربعون و مائة)قوله السلام عليك أيها النبي

الجواب لما كانت الأنبياء بصفة تقتضي الاعتراض و التسليم شرع للمؤمن التسليم و من سلم لم يطلب على العلة في كل ما جاء به النبي و لا في مسألة من مسائله فإن جاء النبي بالعلة قبلها كما قبل المعلول و إن لم يجيء بها سلم فقال السلام عليك أيها النبي و قد بينا معناها في باب الصلاة من هذا الكتاب في فصول التشهد و إذا قال هذا النبي فالمسلم عليه منه هو الروح

(السؤال التاسع و الأربعون و مائة)قوله السلام علينا و على عباد اللّٰه الصالحين

الجواب يريد التسليم علينا لنا إذ فينا ما يقتضيه الاعتراض منا علينا فنلزم نفوسنا التسليم فيه لنا و لا نعترضه و لا سيما إذا رأينا أن الحكم الذي يقتضي الاعتراض صدر من الظاهر في هذا المظهر الذي هو عيني فنسلم و لا بد علينا و على عباد اللّٰه الصالحين للاشتراك في العطف أي لا يصح هذا العطف بعباد اللّٰه الصالحين إلا بأن يكون بتلك الصفة الصالحة و حينئذ يكون السلام علينا حقيقة و قد بينا أيضا هذا المعنى في باب الصلاة من هذا الكتاب في فصول التشهد

[الإنسان في صلاته ينبغي أن يكون أجنبيا عن نفسه بربه]

قال تعالى فَسَلِّمُوا عَلىٰ أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ مُبٰارَكَةً طَيِّبَةً فقد أمرنا بالسلام علينا لنحظى بجميع المراتب في امتثال الأمر الإلهي و هذا يدلك على أن الإنسان ينبغي أن يكون في صلاته أجنبيا عن نفسه بربه حتى يصح له أن يسلم عليه بكلام ربه فإنه قال تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ مُبٰارَكَةً طَيِّبَةً فهو سلام اللّٰه على عبده و أنت ترجمانه إليك

(السؤال الخمسون و مائة)
أهل بيتي أمان لأمتي

الجواب

قال صلى اللّٰه عليه و سلم سلمان منا أهل البيت فكل عبد له صفات سيده وَ أَنَّهُ لَمّٰا قٰامَ عَبْدُ اللّٰهِ فأضافه إليه صفة أي صفته العبودة و اسمه محمد و أحمد و أهل القرآن هم أهل اللّٰه فإنهم موصوفون بصفة اللّٰه و هو القرآن و القرآن أمان فإنه شفاء و رحمة و أمته صلى اللّٰه عليه و سلم من بعث إليهم و أهل بيته من كان موصوفا بصفته فسعد الطالح ببركة الصالح فدخل الكل في رحمة اللّٰه فانظر ما تحت هذه اللفظة من الرحمة الإلهية بأمة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و هذا معنى قوله تعالى وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ و وصف النبي صلى اللّٰه عليه و سلم بالرحمة فقال بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ و ما من أحد من الأمة إلا و هو مؤمن بالله و قد بينا فيما تقدم من هذا الكتاب في باب

سلمان منا أهل البيت فأغنى عن الكلام في أهل البيت طلبا للاختصار

[أهل البيت أمان لأزواج رسول اللّٰه من الوقوع في المخالفات-]

قال تعالى لما وصف و وصى أزواج النبي صلى اللّٰه عليه و سلم بقوله وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لاٰ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجٰاهِلِيَّةِ الْأُولىٰ وَ أَقِمْنَ الصَّلاٰةَ وَ آتِينَ الزَّكٰاةَ وَ أَطِعْنَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ ثم أعلمهم أن ذلك كله بكونهن أزواجه صلى اللّٰه عليه و سلم حتى لا ينسبن إلى قبيح فيعود ذلك العار على بيت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فببركة أهل البيت و ما أراد اللّٰه به من التطهير بقوله إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ تفعل الأزواج ما أوصيناهن به وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً من دنس الأقوال المنسوبة إلى الفحش و هو الرجس فإن الرجس هو القذر فكان أهل البيت أمانا لأزواج رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم من الوقوع في المخالفات التي يعود عارها على أهل البيت

[أهل البيت أمان للمؤمنين و للناس أجمعين]

فكذلك أمة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم لو خلدت في النار لعاد العار و القدح في منصب النبي صلى اللّٰه عليه و سلم و لهذا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست