[ (مسألة 3): لا یبعد أن یکون الولد تابعا لأبویه أو أحدهما فی الوطن]
(مسألة 3): لا یبعد أن یکون الولد تابعا لأبویه {21} أو أحدهما فی الوطن
ما لم یعرض بعد بلوغه عن مقرّهما، و إن لم یلتفت بعد بلوغه {22} إلی
التوطن فیه أبدا فیعد وطنهما وطنا له أیضا، إلا إذا قصد الإعراض عنه، سواء
کان وطنا أصلیا لهما و محلا لتولده أو وطنا مستجدا لهما، کما إذا أعرضا عن
وطنهما الأصلی و اتخذا مکانا آخر وطنا لهما و هو معهما قبل بلوغه ثمَّ صار
بالغا، و أما إذا أتیا بلدة أو قریة و توطنا فیها و هو معهما مع کونه بالغا
فلا یصدق وطنا له إلا مع قصده بنفسه {23}.
[ (مسألة 4): یزول حکم الوطنیة بالإعراض و الخروج و إن لم یتخذ بعد وطنا آخر]
(مسألة 4): یزول حکم الوطنیة بالإعراض و الخروج و إن لم یتخذ بعد وطنا آخر، فیمکن أن یکون بلا وطن مدّة مدیدة {24}. _____________________________ الأوطان المتعدّدة فی سنة واحدة، فیتخذ أربعة أوطان یقیم فی کل واحد منها ستة أشهر فی کل سنتین و هکذا. {21}
لأنّ الوطنیة عبارة عن إحراز البقاء فی محل بعنوان أنّه الوطن و المسکن
سواء کان منشأ ذلک الإرادة التفصیلیة أو الإجمالیة استقلالیة کانت أو
تبعیة، اختیاریة کانت أو قهریة، فمن حبس فی محل یعلم ببقائه فیه و عدم
خروجه عنه سنین بحسب العادة یصیر ذلک وطنا و مسکنا له، و کذا کل تابع
بالنسبة إلی متبوعه. {22} المناط تحقق الإعراض الفعلی بالغا کان المعرض
أم لا، کما أنّ المناط فی التبعیة صدقها عرفا بالغا کان التابع أم لا، و من
ذلک یظهر ما فی التقیید بالبلوغ هنا و فیما یأتی منه رحمه اللّه إذ لا
دلیل علی هذا القید من عقل أو نقل. {23} إن لم تصدق التبعیة العرفیة و إلا فلا یحتاج إلی قصده بنفسه مع الصدق العرفی. {24} بلا ریب فیه و لا شبهة، و یدل علیه ظهور الإجماع، و السیرة.