الرابع: الموالاة بین الفصول من کلّ منهما علی وجه تکون صورتهما محفوظة
بحسب عرف المتشرعة. و کذا بین الأذان و الإقامة، و بینهما و بین الصلاة،
فالفصل الطویل المخلّ بحسب عرف المتشرعة بینهما، أو بینهما و بین الصلاة
مبطل {22}. _____________________________ و أما موثق عمار قال:
«سئل أبو عبد اللّه علیه السلام عن رجل نسی من الأذان حرفا فذکره حین فرغ
من الأذان و الإقامة، قال علیه السلام: یرجع إلی الحرف الذی نسیه فلیقله و
لیقل من ذلک الحرف إلی آخره و لا یعید الأذان کلّه و لا الإقامة» [1]. فهو
نحو تسهیل و ترخیص لا بأس بالعمل به فی مورده کما یصح ترک الأذان و
الاکتفاء بالإقامة، لموثقة الآخر: «إن نسی الرجل حرفا من الأذان حتّی یأخذ
فی الإقامة، فلیمض فی الإقامة و لیس علیه شیء، فإن نسی حرفا من الإقامة
عاد الی الحرف الذی نسیه ثمَّ یقول من ذلک الموضع إلی آخر الإقامة» [2]. فروع- (الأول): الفصول من کلّ منهما ارتباطیة لظهور الأدلة و الإجماع، و أما نفسهما فلیس کذلک، للأصل بعد فقد الدلیل. (الثانی):
لو شک فی أنّه أتی بهما مرتبا و لا یعید إن کان فی الأثناء، لأصالة عدم
الإتیان بلا دلیل حاکم علیها، بخلاف ما إذا کان بعد الفراغ، لقاعدة الفراغ. (الثالث):
إذا علم إجمالا أنّه أتی فی أحدهما بخلاف الترتیب و لم یعلم أنّه فی
الأذان أو فی الإقامة یعیدهما و یجوز له الاکتفاء بإعادة الإقامة فقط. {22}
کلّ ذلک للسیرة خلفا عن سلف، بل الظاهر أنّ الموالاة فی مثل هذه الجملات
التی لها وحدة صوریة معتبرة عرفا فی المحاورات فتنزل إطلاقات الأدلة علیها
بلا إشکال، و کذا بین الأذان و الإقامة بعد فرض إرادة الإتیان بهما و
کونهما
[1] الوسائل باب: 33 من أبواب الأذان و الإقامة حدیث: 4. [2] الوسائل باب: 33 من أبواب الأذان و الإقامة حدیث: 2.