[ (مسألة 22): إذا جهر فی موضع الإخفات، أو أخفت فی موضع الجهر عمدا بطلت الصلاة]
(مسألة 22): إذا جهر فی موضع الإخفات، أو أخفت فی موضع الجهر عمدا بطلت
الصلاة، و إن کان ناسیا أو جاهلا و لو بالحکم صحت {84}، سواء کان الجاهل
بالحکم متنبها للسؤال و لم یسأل أم لا، لکن الشرط حصول قصد القربة منه
{85}، و إن کان الأحوط فی هذه الصورة الإعادة {86}. _____________________________ فرع: لو وجب الإخفات لعارض فیمکن دعوی انصراف الأدلة عنه، و یأتی فی [مسألة 22] من (فصل أحکام الجماعة) ما ینفع المقام. {84}
للإجماع و النص، ففی خبر زرارة عن أبی جعفر علیه السلام: «فی رجل جهر فیما
لا ینبغی الإجهار فیه، و أخفی فیما لا ینبغی الإخفاء فیه فقال علیه
السلام: أیّ ذلک فعل متعمدا فقد نقض صلاته و علیه الإعادة، فإن فعل ذلک
ناسیا أو ساهیا أو لا یدری فلا شیء علیه و قد تمت صلاته» [1]. و مقتضی
الإطلاق عدم الفرق بین الجهل بالحکم و الموضوع، و لا بین البسیط و المرکب،
بل الجمود علی قوله علیه السلام: «لا یدری» الشمول للشاک أیضا، لصدق أنّه
لا یدری، إلّا أن یقال: بالانصراف عنه خصوصا إن کان متمکنا من الفحص و
السؤال، و لکنه مشکل. {85} لبطلان العمل حینئذ من جهة فقد قصد القربة.
ثمَّ إنّ الظاهر إمکان حصول قصد القربة من الجاهل المتنبه للسؤال، و کذا من
الشاک کما فی إتیان جمیع العبادات الاحتیاطیة حیث یحصل منهم قصد التقرب. {86}
أی فی صورة التنبه للسؤال، خروجا عن خلاف من أوجبها حینئذ، و لکن لا دلیل
علیها، لأنّ احتمال البطلان إن کان مستندا إلی فقد قصد القربة فهو خلاف
الغرض، و إن کان لأجل شمول التعمد للجاهل المتنبه للسؤال و للشاک کذلک فهو
مشکل، للشک فی شمول الدلیل لهما من جهة الشبهة الموضوعیة، فیرجع حینئذ إلی
أصالة البراءة عن المانعیة.
[1] الوسائل باب: 26 من أبواب القراءة فی الصلاة حدیث: 1.