(مسألة 13): إجراء القرعة فی الموضوعات التی یترتب علیها الحکم الشرعی لا بد و أن یکون بنظر الحاکم الشرعی {25}. _____________________________ الشبهة
فیها بخصوص القرعة فقط، لأن موضوعها التحیر المطلق من کل جهة، کما هو
المتفاهم من قوله علیه السلام: «کل شیء مجهول ففیه القرعة» [1]، و أنه
المتیقن من الأدلة اللبیة، فلا تعارض أصلا بینهما و بین الأصول الأخری، حتی
البراءة و قاعدتی الحلیة و الطهارة و غیرهما، فضلا عن تقدمها علیهن. إذا
لا تجری القرعة فی موارد جریان الأصول و غیرها، کما أنها لا تجری فی
الشبهات الحکمیة، لاختصاص أدلتها بالشبهات الموضوعیة. {23} لأنها تثبت
الحکم الظاهری فی مورد الشبهة دون الواقعی، لما ثبت فی محله من أنه لا یعقل
التردد و الجهل فی الواقع، لأن الوجود مساوق للتشخص و مناف للتردد، فقد
تصیب القرعة الواقع و قد لا تصیب. و ما ورد فی بعض الروایات من الأصالة
کقوله علیه السلام: «و أی قضیة أعدل من قضیة یجال علیها بالسهام» [2]، و
قول علی علیه السلام: «ما من قوم فوّضوا أمرهم إلی اللّٰه عزّ و جلّ، و
ألقوا سهامهم إلا خرج السهم الأصوب» [3]، و غیرهما من الروایات لا بد و أن
یحمل علی حکمة الجعل، لا أصابة المجعول. {24} لما تقدم من أنها لا تکون حجة فی مقابل الواقع، فلو انکشف الواقع فالمدار علیه، لأنه الحجة علینا. {25} لأن ذلک من مقدمات الحکم و الذریعة لرفع الخصومات شرعا،
[1] الوسائل: باب 13 من أبواب کیفیة الحکم و احکام الدعوی الحدیث: 11. [2] الوسائل: باب 4 من أبواب میراث الخنثی الحدیث: 4. [3] الوسائل: باب 4 من أبواب میراث الغرقی الحدیث: 4.