[الثانیة: تقدم فی کتاب القضاء أن حکم الحاکم و شهادة الشاهد لا یغیران الواقع عما هو علیه]
الثانیة: تقدم فی کتاب القضاء أن حکم الحاکم و شهادة الشاهد لا یغیران
الواقع عما هو علیه فالمال باق علی ملک المحکوم علیه فی مورد الشهادة إذا
کان ماله واقعا و إن شهد الشاهد بأنه ملک للمحکوم له {17}، فإن کانت حقا
نفذ الحکم ظاهرا و واقعا و إلا نفذ فی الظاهر فقط و لا یباح للمشهود له ما
حکم الحاکم له مع علمه ببطلان الشهادة سواء کان الشاهدان عالمین ببطلان
الشهادة أو معتقدین بصحتها {18}.
[الثالثة: یجب کفایة أداء الشهادة إذا طلبت منه]
الثالثة: یجب کفایة أداء الشهادة إذا طلبت منه {19}، _____________________________ و لکن یمکن أن یقال: أن جمیع ذلک للاستیثاق و الوثوق، کما ورد فی البیع کذلک [1]، فیکون مثل الکتابة. {17}
بضرورة من الفقه إن لم یکن من المذهب، قال نبینا الأعظم صلّی اللّٰه علیه و
آله و سلّم و تبعه جمیع الأئمة الهداة علیهم السلام: «أیها الناس إنما أنا
بشر و أنتم تختصمون، و لعل بعضکم ألحن بحجته من بعض، و إنما أقضی علی نحو
ما أسمع منه فمن قضیت له من حق أخیه بشیء فلا یأخذ به، فإنما اقطع له قطعة
من النار» [2]. {18} لأنه لا معنی لطریقیة الشهادة و الحکم إلّا ذلک، کما هو واضح. {19}
للکتاب، و السنة، و الإجماع، قال تعالی وَ لٰا تَکْتُمُوا الشَّهٰادَةَ وَ
مَنْ یَکْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَ اللّٰهُ بِمٰا تَعْمَلُونَ
عَلِیمٌ [3]، و أما السنة فکثیرة منها ما عن الصادق عن آبائه علیهم السلام
عن النبی صلّی اللّٰه علیه و آله و سلّم: «نهی عن کتمان الشهادة» [4]. و أما کون الوجوب کفائیا، فلظهور الإجماع فی أنه لا یتعین إلّا مع عدم
[1] سورة البقرة: 282. [2] الوسائل: باب 2 من أبواب کیفیة الحکم الحدیث: 3. [3] سورة البقرة: 283. [4] الوسائل: باب 2 من أبواب الشهادات الحدیث: 4.