..... _____________________________ مقتضاها
عدم الفرق بین ما إذا علم ببطلان عملهم أم لا. کما لا فرق بین الأمور
الوجودیة و العدمیة، کل ذلک للإطلاق و العموم، فلا وجه للتفکیک بین مفادهما
من هذه الجهات، مع أنّ مقتضی جملة کثیرة من الأخبار [1] بطلان عباداتهم
مطلقا، لفقد الولایة، و هی أیضا دالة علی عدم الفرق من هذه الجهة، بل مقتضی
قوله علیه السلام: «ثلاثة لا أتقی فیهن أحدا: شرب المسکر، و مسح الخفین، و
متعة الحج» [2]. صحة التقیة فیما سواها مطلقا حتّی فی الوقوف بعرفات و
نحوه. و کذا مقتضی قوله علیه السلام: «إنّما جعل التقیة لتحقن بها الدم. فإذا بلغ الدم، فلیس تقیة» [3]. فإنّه
یدل علی تعمیمها لکل شیء إلّا فی الدم. نعم، لا بد من التفصیل بین موارد
الإضرار بالغیر، و لیس هنا محل تفصیل ذلک، و یأتی فی الجهة التاسعة بعض ما
یرتبط بالمقام. السادسة: مورد التقیة التی تکون أوسع من سائر الضروریات
ما کان له ربط بالدین، سواء کان بلا واسطة أم معها، لإطلاق قولهم علیهم
السلام: «التقیة دین اللّٰه عزّ و جل» [4] فکل ما صح انتسابه إلی الشارع
تأسیسا أو إمضاء تجری فیه التقیة، سواء کان حکما، أم موضوعا، أم ما له دخل
فیهما فتشمله العمومات و الإطلاقات الواردة فی الباب، کما لا یخفی، فتجری
فی القضاء، و الوقوف بعرفة، و أول الشهر، و العید، و غیر ذلک مما له دخل فی
الدّین. السابعة: تشریع التقیة إنّما هو لرفع الاختلاف و تحقق الوحدة و
الائتلاف و التسهیل و الامتنان علی الناس. و ذلک کله یقتضی الصحة و
الإجزاء فی مورد التقیة مطلقا بلا إعادة و لا قضاء، لأنّ إیجابها فی موردها
من موجبات المنافرة و البغضاء، فهذا ینافی حکمة تشریعها. و یدل علی ذلک
أیضا إطلاقات أدلة التقیة [1] الوسائل باب: 29 من أبواب مقدمة العبادات. [2] الوسائل باب: 25 من أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر حدیث: 5. [3] الوسائل باب: 31 من أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر حدیث: 1. [4] الوسائل باب: 24 من أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر حدیث: 18.