نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 56
لها راع يقيمها ، ولا
مسيم يسيمها [١]!
سلكت بهم الدّنيا طريق العمى ، وأخذت بأبصارهم عن منار الهدى ، فتاهوا فى حيرتها ،
وغرقوا فى نعمتها ، واتّخذوها ربّا فلعبت بهم ولعبوا بها ونسوا ما وراءها!!
رويدا يسفر الظّلام [٢] كأن قد وردت الأظعان [٣]! يوشك من أسرع أن يلحق
واعلم [يا بنىّ] أنّ من كانت مطيّته
اللّيل والنّهار فانّه يسار به وإن كان واقفا ، ويقطع المسافة وإن كان مقيما وادعا
[٤] واعلم يقينا أنّك لن تبلغ أملك ، ولن تعدو أجلك
، وأنّك فى سبيل من كان قبلك ، فخفّض فى الطّلب [٥] وأجمل
فى المكتسب ، فانّه ربّ طلب قد
من إبل ونحوها ،
والعاهة : الآفة ، أى : إنهم يسرحون لرعى الآفات فى وادى المتاعب والوعث : الرخو ،
ويصعب السير فيه (١) أسام الدابة : سرحها إلى المرعى
[٢] «يسفر» أى : يكشف
ظلام الجهل عما خفى من الحقيقة عند انجلاء الغفلة بحلول المنية
[٣] الأظعان : جمع
ظعينة ، وهو الهودج تركب فيه المرأة ، عبر به عن المسافرين فى طريق الدنيا إلى
الآخرة كأن حالهم أن وردوا على غاية سيرهم