نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 55
فكن منه على حذر أن
يدركك وأنت على حال سيّئة قد كنت تحدّث نفسك منها بالتّوبة فيحول بينك وبين ذلك ، فإذا
أنت قد أهلكت نفسك
يا بنىّ ، أكثر من ذكر الموت ، وذكر ما
تهجم عليه ، وتفضى بعد الموت إليه ، حتّى يأتيك وقد أخذت منه حذرك [١] وشددت له أزرك ، ولا يأتيك بغتة فيبهرك
[٢]! وإيّاك أن
تغترّ بما ترى من إخلاد أهل الدّنيا إليها [٣]
وتكالبهم عليها ، فقد نبّأ اللّه عنها ، ونعت لك نفسها [٤] ،
وتكشّفت لك عن مساويها ، فإنّما أهلها كلاب عاوية ، وسباع ضارية ، يهرّ بعضها بعضا
[٥] ويأكل عزيزها ذليلها ، ويقهر كبيرها صغيرها ، نعم
معقّلة [٦] وأخرى مهملة قد أضلّت
عقولها [٧]
وركبت مجهولها ، سروح عاهة [٨]
بواد وعث! ليس
[١] الحذر ـ بالكسر
ـ الاحتراز والاحتراس ، والأزر ـ بالفتح ـ
[٥] ضارية : مولعه
بالافتراس ، يهر ـ بكسر الهاء ، وضمها ـ أى : يمقت ويكره بعضها بعضا
[٦] عقل البعير ـ بالتشديد
ـ شد وظيفه إلى ذراعه ، والنعم ـ بالتحريك ـ الابل ، أى : إبل منعها عن الشر
عقالها : وهم الضعفاء ، وأخرى مهملة تأتى من السوء ما تشاء ، وهم الأقوياء.