نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 57
جرّ إلى حرب [١] ، فليس كلّ طالب بمرزوق ، ولا كلّ مجمل
بمحروم ، وأكرم نفسك عن كلّ دنيّة وإن ساقتك إلى الرّغائب ، فانّك لن تعتاض بما
تبذل من نفسك عوضا [٢]
ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك اللّه حرّا ، وما خير خير لا ينال إلاّ بشرّ [٣] ويسر لا ينال إلاّ بعسر؟! [٤] وإيّاك
أن توجف بك مطايا الطّمع [٥] فتوردك مناهل الهلكة
، وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين اللّه ذو نعمة فافعل ، فإنّك مدرك قسمك ، وآخذ
سهمك! وإنّ اليسير من اللّه ـ سبحانه ـ أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كلّ
منه. وتلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من منطقك [٦]
[٢] إن رغائب المال
إنما تطلب لصون النفس عن الابتذال فلو بذل باذل نفسه لتحصيل المال فقد ضيع ما هو
المقصود من المال ، فكان جمع المال عبثا عوضا لما ضيع
[٣] يريد أى خير فى
شىء سماه الناس خيرا وهو مما لا يناله الانسان إلا بالشر ، فان كان طريقه شرا فكيف
يكون هو خيرا
[٤] إن العسر الذى يخشاه
الانسان هو ما يضطره لرذيل الفعال ، فهو يسعى كل جهده ليتحامى الوقوع فيه ، فان
جعل الرذائل وسيلة لكسب اليسر ـ أى : السعة ـ فقد وقع أول الأمر فيما يهرب منه ، فما
الفائدة فى يسره وهو لا يحميه من النقيصة؟