نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 54
الأبدان. وسعة
الأرزاق. ثمّ جعل فى يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك [فيه] من مسألته ، فمتى شئت
استفتحت بالدّعاء أبواب نعمته ، واستمطرت شآبيب رحمته [١] ، فلا يقنطنّك إبطاء إجابته [٢] ، فانّ العطيّة على قدر النّيّة ، وربّما
أخّرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السّائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربّما سألت
الشّىء فلا تؤتاه ، وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلربّ
أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته. فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله ، وينفى
عنك وباله ، والمال [لا] يبقى لك ، ولا تبقى له
واعلم أنّك إنّما خلقت للآخرة لا
للدّنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وللموت لا للحياة ، وأنّك فى منزل قلعة [٣] ، ودار بلغة ، وطريق إلى الآخرة ، وأنّك
طريد الموت الّذى لا ينجو منه هاربه ، ولا يفوته طالبه ، ولا بدّ أنّه مدركه
[١] الشؤبوب ـ بالضم
ـ الدفعة من المطر ، وجمعه شآبيب. وما أشبه رحمة اللّه بالمطر ينزل على الأرض
الموات فيحييها ، وما أشبه نوباتها بدفعات المطر
[٣] قلعة ـ بضم
القاف وسكون اللام ، وبضمتين ، وبضم ففتح ـ يقال : منزل قلعة ، أى : لا يملك
لنازله ، ولا يدرى متى ينتقل عنه. ويجوز فيه وجهان : الوصفية مع تنوين الأول ، والاضافة.
والبلغة : الكفاية ، أى : دار تؤخذ منها الكفاية للآخرة.
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 54