نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 50
أوّليّة [١] وآخر بعد الأشياء بلا نهاية. عظم عن أن
تثبت ربوبيّته باحاطة قلب أو بصر ، فإذا عرفت ذلك فافعل كما ينبغى لمثلك أن يفعله
فى صغر خطره [٢]
وقلّة مقدرته ، وكثرة عجزه ، وعظيم حاجته إلى ربّه ، فى طلب طاعته ، والخشية من
عقوبته ، والشّفقة من سخطه ، فإنّه لم يأمرك إلاّ بحسن ، ولم ينهك إلاّ عن قبيح.
يا بنىّ ، إنّى قد أنبأتك عن الدّنيا وحالها
، وزوالها وانتقالها ، وأنبأتك عن الآخرة وما أعدّ لأهلها [فيها] ، وضربت لك فيهما
الأمثال لتعتبر بها ، وتحذو عليها! إنّما مثل من خبر الدّنيا [٣] كمثل قوم سفر نبا بهم منزل جديب فأمّوا
منزلا خصيبا ، وجنابا مريعا ، فاحتملوا وعثاء الطّريق [٤] ،
وفراق الصّديق ، وخشونة السّفر ، وجشوبة المطعم ، ليأتوا سعة دارهم ومنزل قرارهم ،
فليس يجدون لشىء من ذلك ألما ، ولا يرون نفقة [فيه] مغرما ، ولا شىء أحبّ
[١] فهو أول بالنسبة
إلى الأشياء لكونه قبلها ، إلا أنه لا أولية ـ أى : لا ابتداء ـ له
[٣] خبر الدنيا : عرفها
كما هى بامتحان أحوالها ، والسفر ـ بفتح فسكون ـ : المسافرون ، ونبا المنزل بأهله
: لم يوافقهم المقام فيه لوخامته ، والجديب : المقحط لا خير فيه ، وأموا : قصدوا ،
والجناب : الناحية ، والمريع ـ بفتح فكسر ـ : كثير العشب.
[٤] وعثاء السفر : مشقته
، والجشوبة ـ بضم الجيم ـ : الغلط ، أو كون الطعام بلا أدم.
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 50