نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 51
إليهم ممّا قرّبهم
من منزلهم ، وأدناهم من محلّهم. ومثل من اغترّ بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا
بهم إلى منزل جديب ، فليس شىء أكره إليهم ولا أفظع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه
إلى ما يهجمون عليه [١]
ويصيرون إليه! يا بنىّ ، اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك ، فأحبب لغيرك ما
تحبّ لنفسك ، واكره له ما تكره لها ، ولا تظلم كما لا تحبّ أن تظلم ، وأحسن كما
تحبّ أن يحسن إليك ، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك ، وارض من النّاس بما
ترضاه لهم من نفسك [٢]
، ولا تقل ما لا تعلم ، وإن قلّ ما تعلم ولا تقل ما لا تحبّ أن يقال لك.
واعلم أنّ الاعجاب ضدّ الصّواب ، وآفة
الألباب [٣]
، فاسع فى كدحك [٤] ولا تكن خازنا لغيرك [٥] ،
وإذا كنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربّك.