responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 102

وشعب من العرف ، ثمّ تفقّد من أمورهم ما يتفقّد الوالدان من ولدهما ، ولا يتفاقمنّ فى نفسك شىء قوّيتهم به [١] ولا تحقرنّ لطفا تعاهدتهم به [٢] وإن قلّ ، فإنّه داعية لهم إلى بذل النّصيحة لك ، وحسن الظّنّ بك. ولا تدع تفقّد لطيف أمورهم اتّكالا على جسيمها ، فإنّ لليسير من لطفك موضعا ينتفعون به ، وللجسيم موقعا لا يستغنون عنه.

وليكن آثر رؤوس جندك عندك [٣] من واساهم فى معونته ، وأفضل عليهم من جدته ، بما يسعهم ويسع من وراءهم من خلوف أهليهم ، حتّى يكون همّهم همّا واحدا فى جهاد العدوّ ، فانّ عطفك عليهم [٤] يعطف قلوبهم عليك ، وإنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل فى البلاد ، وظهور مودّة


[١] تفاقم الأمر : عظم ، أى : لا تعد شيئا قويتهم به غاية فى العظم زائدا عما يستحقون ، فكل شىء قويتهم به واجب عليك إتيانه ، وهم مستحقون لنيله.

[٢] أى : لا تعد شيئا من تلطفك معهم حقيرا فتتركه لحقارته ، بل كل تلطف ـ وإن قل ـ فله موقع من قلوبهم

[٣] «آثر» أى : أفضل وأعلى منزلة ، فليكن أفضل رؤساء الجند من واسى الجند ـ أى : ساعدهم ـ بمعونته لهم ، وأفضل عليهم ـ أى : أفاض ـ وجاد من جدته ، والجدة ـ بكسر ففتح ـ : الغنى ، والمراد ما بيده من أرزاق الجند ، وما سلم إليه من وظائف المجاهدين ، لا يفتر عليهم فى الفرض ، ولا ينقصهم شيئا مما فرض لهم ، بل يجعل العطاء شاملا لمن تركوهم فى الديار من خلوف الأهلين : جمع خلف ـ بفتح فسكون ـ وهو من يبقى فى الحى من النساء والعجزة بعد سفر الرجال

[٤] «عليهم» أى : على الرؤساء

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست