نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 103
الرّعيّة ، وإنّه لا
تظهر مودّتهم إلاّ بسلامة صدورهم ، ولا تصحّ نصيحتهم إلاّ بحيطتهم على ولاة الأمور
[١] وقلّة استثقال
دولهم ، وترك استبطاء انقطاع مدّتهم ، فافسح فى آمالهم وواصل فى حسن الثّناء عليهم
وتعديد ما أبلى ذوو البلاء منهم [٢]
، فانّ كثرة الذّكر لحسن أفعالهم تهزّ الشّجاع ، وتحرّض النّاكل ، إن شاء اللّه.
ثمّ اعرف لكلّ امرىء منهم ما أبلى ، ولا
تضيفنّ بلاء امرىء إلى غيره ، [٣]
ولا تقصّرنّ به دون غاية بلائه ، ولا يدعونّك شرف امرىء إلى أن تعظم من بلائه ما
كان صغيرا ، ولا ضعة امرئ إلى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما. واردد إلى اللّه ورسوله
ما يضلعك من الخطوب [٤] ويشتبه عليك من
الأمور ، فقد قال اللّه تعالى لقوم أحبّ إرشادهم : «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَأَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَأُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
[١] حيطة ـ بكسر
الحاء ـ : من مصادر «حاطه» بمعنى حفظه وصانه ، أى : بمحافظتهم على ولاة أمورهم وحرصهم
على بقائهم ، وأن لا يستثقلوا دولتهم ولا يستبطئوا انقطاع مدتهم ، بل يعدون زمنهم
قصيرا يطلبون طوله
[٢] ما صنع أهل
الأعمال العظيمة منهم ، فتعديد ذلك يهز الشجاع ـ أى : يحركه للاقدام ـ ويحرض
الناكل ، أى : المتأخر القاعد
[٣] لا تنسبن عمل
امرئ إلى غيره ، ولا تقصر به فى الجزاء دون ما يبلغ منتهى عمله الجميل.
[٤] ضلع فلانا ـ كمنع ـ :
ضرب فى ضلعه ، والمراد ما يشكل عليك.
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 103