نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 92
يصدق قولنا: «لا شيء من الإنسان بكاتب دائما» ، و لو انعكست السالبة الدائمة كنفسها، يلزم من فرض وقوع الممكن محال، و هو قولنا: «لا شيء من الكاتب بإنسان» [1].
أجاب بعضهم: بأنّ المحال لازم من فرض وقوع الممكن مع انعكاس السالبة الدائمة، و جاز أن يكون المجموع ملزوما للمحال، و لا يكون شيء من أجزائه ملزوما [2].
قال بعض المتأخّرين: هذا لا يدفع الاعتراض؛ لأنّ فرض وقوع الممكن في هذه الصورة هو صدق السالبة الدائمة، و مجموع صدق السالبة الدائمة مع انعكاسها إن كان ملزوما للمحال، كان محالا، فكان اجتماع الأصل و العكس محالا، و هو مراد المعترض.
ثمّ أجاب: بأنّ المراد من انعكاس السالبة الدائمة هو أن يستلزم صدقها صدق عكسها، لا أنّ إمكان صدقها يستلزم صدق عكسها؛ لأنّ إمكان الصدق كما يصدق مع الصدق فقد يصدق مع الكذب [3].
أقول: و في هذا نظر؛ فإنّ إمكان الملزوم ملزوم لإمكان اللازم.
و أجاب بعض المتأخّرين: بأنّ السلب عن كلّ واحد دائما و إن كان ممكنا، لكن صدق السلب عن الكلّ ممنوع [4].
و أيضا فإنّ هذا يتأتّى في الخارجيّة كما يتأتّى في الحقيقيّة.
أقول: و هذا ضعيف؛ فإنّ السلب عن الكلّ لازم للسلب عن كلّ واحد دائما.
و الجواب الثاني زيادة في الإشكال. على أنّ المنع يتأتّى في الخارجيّة دون الحقيقيّة.
[50]سرّ
ذهب صاحب البصائر إلى أنّ العرفيّة الخاصّة تنعكس كنفسها، قال: لأنّها لو صدقت دائمة أو ضروريّة انعكست إلى ما يناقض الأصل [5].
و ردّ عليه المتأخّرون: بأنّه يصدق قولنا «لا شيء من الكاتب بساكن ما دام كاتبا
[1] . «شرح المطالع» :182 و 183؛ «البصائر النصيريّة» :76.