نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 68
فإنّا نقول: «الخلاء ليس بموجود، و كلّ ما ليس بموجود ليس بمحسوس» و ينتج «الخلاء ليس بمحسوس» [1].
البحث الخامس: في الجهات
لا تخلو نسبة المحمول إلى الموضوع من إحدى الكيفيّات الثلاث في نفس الأمر، و هي: إمّا الوجوب، أو الامتناع، أو الإمكان، و تسمّى تلك الكيفيّة مادّة. و المتعقّل لنا و المدلول عليه بالعبارات يسمّى جهة، و هذه الثلاثة قد تلحقها اعتبارات تكاد تحسبها لا تتناهى.
فلنذكر المحتاج إليه، فنقول: جهة القضيّة إمّا بسيطة، أي لم يذكر فيها إلاّ كيفيّة أحد الطرفين، و إمّا مركّبة، و هي التي ذكر فيها كيفيّة الطرفين.
و البسائط ستّة:
الأولى: المطلقة العامّة، و إدخالها في الموجّهات كإدخال السالبة في الحمليّات، و المراد منها ما حكم فيها بثبوت المحمول للموضوع بالفعل مطلقا من غير التعرّض لقيد آخر. هذا على الأشهر.
و قد تفسّر بمعنى أخصّ من هذا، و هي: التي حكم فيها بالثبوت الفعلي الخالي عن الضرورة الذاتيّة. و أمثلة التعليم الأوّل واردة بهما [2].
قيل: و السبب في هذا الاختلاف أنّه في التعليم الأوّل ذكر أنّ القضايا ثلاث: إمّا مطلقة، و إمّا ضروريّة، و إمّا ممكنة. و هذه القسمة تحتمل وجهين:
الأوّل أن يقال: القضيّة: إمّا موجّهة أو غير موجّهة، و الثانية هي المطلقة، و الأولى: إمّا ضروريّة، و إمّا ممكنة. و تكون المطلقة على هذه القسمة بالتفسير الأعمّ.
الثاني أن يقال: القضيّة: إمّا أن يكون الحكم فيها بالقوّة-أي بالإمكان-أو بالفعل، و ما بالفعل: إمّا أن يحكم فيه بالضرورة، أو بعدمها. و تكون المطلقة على هذه القسمة
[1] . «شرح المطالع» :141 نقلا عن صاحب الكشف. مفاد الاعتراض-كما في شرح المطالع-هو أنّ كلام الشيخ هذا إنكار للزوم وجود الموضوع في الموجبة. و ما في المتن مبهم.
[2] . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»1:143؛ «أساس الاقتباس» :139 و 140.
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 68