responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 556

كما نعقل صورة السماء نعقل مقدارها.

و منها: أنّ السواد حالّ في الجسم و ليس بعاقل له، فليس التعقّل هو الحصول [1].

أجاب: بأنّ التعقّل ليس هو أيّ حصول كان؛ فإنّه جنس لأنواع كثيرة كحصول الجوهر للعرض، و بالعكس، و حصول المدرك لما يدركه، و بالعكس، و حصول السواد للجسم هو حصول العرض لموضوعه لا حصول المدرك لما يدركه [2].

و منها: أنّا نعقل من واجب الوجود أنّه مجرّد و نشكّ في أنّه عاقل لذاته، و هذا يدلّ على أنّ العالم بالشيء ليس هو حصول ذلك الشيء له [3].

أجاب: بأنّ معاني الحصول مختلفة فإذا حقّق تجرّده و حقّق أنّ كونه مجرّدا، قائما بالذات يقتضي علمه بذاته، لم يتشكّك في ذلك [4].

و في هذا الجواب نظر؛ لأنّ هؤلاء القوم إنّما استدلّوا على علمه-تعالى-بأنّه مجرّد، و المجرّد ذاته حاصله لذاته فهو يعقل ذاته، فإن كان حصول المجرّد لذاته يقع على معان مختلفة لم يبق الاستدلال بحصول الجنس-الذي لا يقتضي العلم على حصول العلم-صحيحا؛ و كنّا قد ذكرنا هذا فيما سلف [5].

[114]سرّ

إذا أحسسنا بزيد ثمّ أحسسنا بعمرو حصل لنا علم بأمر مشترك بينهما، على أنّه تحصل في النفس صورة لو أطبقت على كلّ واحد منهما مع حذف مشخّصاته عنه، لكانت تلك الصورة هي هي، فتكون تلك الصورة كلّيّة بهذا الاعتبار.

و قد توجد كلّيّتها باعتبار آخر، و هو أنّا إذا حصل في أذهاننا من صورة زيد ماهية الإنسان ثمّ حصل لنا علم بعمرو، فإنّ الإنسانية التي حصلت في زيد أوّلا كافية في حصول الإنسانية التي تحصل في عمرو ثانيا لو فرضنا تجرّدنا عن تلك الصورة السابقة.

و هذان الاعتباران مأخوذان من حيث النظر إلى الخارج.


1 و 2) . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:319.

3 و 4) . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:320.

[5] . راجع ص 525 و ما بعدها.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست