نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 555
و هذا الجواب فيه نظر: أمّا ما ذكره في الاستدارة الجزئية فقد التزم فيه بأمر مستبعد جدّا و هو استدارة الحسّ المشترك أو الخيال-اللذين هما آلتا النفس في الإدراك- لاستدارته فيلزم تغيّر أشكالهما لتغيّر المدرك.
و أمّا ما ذكره في الاستدارة الكلّيّة فقد التزم فيه بحلوله في النفس مع عدم اتّصاف النفس و هو مشكل؛ فإنّ التسخّن ليس موجبا لصيرورة المحلّ مستديرا، و إنّما الموجب له هو حلول الاستدارة في المحلّ.
و الأولى ها هنا أن يقال ما قيل في الحرارة من أنّ الحاصل هو صورة الاستدارة، و لا يلزم من حلول الصورة كون المحلّ متّصفا بماله الصورة.
و منها: أنّا قد نعقل صورة السماء فكيف تحصل في الدماغ مع صغره؟
أجاب: باحتمال انطباع صورة السماء في مادّة الآلة أو في القوّة المدركة الحالّة في الآلة اللذين لا حظّ لهما في الصغر و الكبر، أو يحتمل أن يكون المنطبع أصغر مقدارا من السماء، و لا يقدح في حصول المساواة؛ فإنّ الصغير و الكبير من الإنسان متساويان في الصورة الإنسانيّة [1].
أقول: هذه الاحتمالات ضعيفة، أمّا احتمال حلول صورة السماء في المادّة:
فلأنّهم قد منعوا من حلول مقدارين في مادّة واحدة، و إلاّ لزم تقدّر تلك المادّة بهما فتكون صغيرة كبيرة معا.
هذا محال.
ثمّ كيف تجعل المادّة محلاّ للصورة مع أنّ الآلة إنّما هي الجسم الذي هو مجموع المادّة و الصورة، و لو جوّز وجود هذا، لوقع الغناء عن الصورة الجسمية فكانت المادّة هي الآلة؟ !
و أمّا احتمال حلول الصورة في القوّة، فضعيف أيضا؛ لأنّ القوّة عرض فكيف تنفرد بالمحلّية؟ !
و أمّا احتمال كون الصورة أصغر مع المساواة في مطلق الصورة فضعيف أيضا؛ لأنّا