نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 548
بالقوّة فاعلا، و الصادر عن الصور إنّما يصدر بواسطة الوضع؛ فإنّ النار إنّما تسخّن ما قرب منها؛ و ما بعد عنها إنّما تسخّنه بواسطة القريب، و كذلك الشمس لا تضيء كلّ شيء بل ما كان منها بوضع خاصّ، و لا وضع بين الجسم و الهيولى فلا يكون فاعلا لها فلا تكون علّة للجسم؛ لأنّ علّة المركّب علّة لأجزائه [1].
و الضعف في هذه الحجّة ظاهر؛ فإنّ الهيولى و إن كانت بانفرادها بالقوّة لكنّها بالفعل مع الصورة، و لا يلزم أن يكون للصورة مدخل في التأثير.
على أنّ قولهم: «الصورة إنّما تفعل بمشاركة الوضع» إنّما التجأوا فيه إلى الاستقراء.
[109]سرّ
قالوا: قد ثبت أنّ واجب الوجود واحد، و أنّ الواحد لا يصدر عنه إلاّ واحد؛ فالصادر عنه عقل أوّل، ثمّ يصدر عن ذلك العقل عقل آخر و فلك، ثمّ عن ذلك العقل عقل آخر و فلك إلى أن ينتهي إلى العقل الأخير و فلك القمر [2].
سؤال: العقل الصادر عن الأوّل إن كان واحدا، استحال أن يكون مبدأ للكثرة، و إن كان كثيرا استحال أن يصدر عن الأوّل.
جواب: الواحد إنّما يصدر عنه واحد إذا اتّحدت جهة الصدور، أمّا إذا تكثّرت فلا استبعاد.
و وجه التكثّر ها هنا أنّ العقل الأوّل، له هويّة [3]و وجود و هو تابع لها في المعقولية، و الهوية تابعة له في الوجود؛ فإنّ الفاعل لو لم يفعل الوجود لم تكن ماهية، و إذا نظر إلى الماهية وحدها بالقياس إلى الوجود، عقل الإمكان، و إذا قيست بالنظر إلى المبدإ الأوّل عقل الوجوب بالغير، و إذا اعتبر الوجود من حيث إنّه قائم بذاته، لزمه أن يكون عاقلا لذاته، و إذا اعتبر بالقياس إلى الأوّل، لزمه أن يكون عاقلا للأوّل.
فهذه ستّة اعتبارات: وجود و هويّة و إمكان و وجوب و تعقّل للذات و تعقّل للمبدإ؛