نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 535
أمّا حدوث الحركة فظاهر؛ لأنّها مركّبة من أمور حادثة، و المركّب من الحادث حادث.
و أمّا حدوث السكون: فلأنّه مساو للحركة في مطلق الحصول، و ممتاز عنه لعارض يعرض له، و إذا ساوى الحركة و الحركة ثبوتية فهو ثبوتي، فلو كان أزليّا لامتنع زواله؛ لوجوب دوامه مع دوام علّته، فيجب أن لا تتحرّك الأجسام الساكنة في الأزل، و الخصم لا يقول به.
و أيضا الجسم إمّا مركّب أو بسيط، و المركّب مركّب من البسائط، و البسيط إذا لاقى بأحد طرفيه الآخر، أمكن أن يلاقيه [1]بالطرف الآخر، فأمكنت الحركة.
قيل على هذا البرهان: إنّ الحدّ الأوسط غير متّحد، فلا قياس.
بيانه: أنّ الحدوث المحمول في الصغرى إن عني به الحدوث في الزمان، فإن كان المراد بالحركة الحركة الجزئية فهي-لا شكّ-حادثة بهذا التفسير.
لكن الصغرى تكون في غاية المنع، و إن كان المراد بها الحركة النوعية فهي غير محدثة حدوثا زمانيا؛ فإنّ الخصم ينازع فيه و هو نفس المطلوب، فيكون مصادرة.
و قولكم في الكبرى: «كلّ ما لا ينفكّ عن المحدث فهو محدث» إن عني بالموضوع الحدوث الإبداعيّ، فهو غير مسلّم؛ فإنّ الذي لا ينفكّ عن الحدوث الإبداعيّ لا يلزم أن يكون محدثا حدوثا زمانيا.
و إن عني به الحدوث الزمانيّ، لم يتّحد الوسط.
ثمّ لو سلّم اتّحاد الوسط لكن قولكم في الكبرى: «و كلّ ما لا ينفكّ عن المحدث فهو محدث» ليس بظاهر؛ فإنّه لا يلزم من استلزام شيء لشيء كون الملزوم هو اللازم، أليس العلّة لا تنفكّ عن المعلول و مع هذا لا يلزم صدق المعلولية على العلّة؟
و الجواب أنّ المحمول في الصغرى أنّما هو الحركة من حيث هي هي؛ فإنّ المتكلّمين