نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 517
لكن ربما كان للقوّة التي قبلها غاية غيرها، و لا يجب ذلك دائما.
و القوّة المحرّكة-التي هي مبدأ قريب-إنّما تحصل مع مبدأيها القوّة الشوقية، و الشوق تابع لتخيّل أو فكر، فمبادئ الحركات النفسانية، الواجبة بأعيانها هي القوّة المحرّكة و الشوقيّة و غير الواجبة هي التخيّل أو الفكر؛ فإنّه ليس يجب أن يكون تخيّل و لا فكر، أو فكر و لا تخيّل فالمبدأ الواجب في الحركة، له غاية لا بدّ منها، و الذي منه بدّ قد توجد الحركة خالية عن غايته.
فإن اتّفق تطابق المبدإ الأقرب و المبدأين اللذين بعده، كانت نهاية الحركة هي الغاية، و كان ذلك غير عبث.
و إن اختلف لم تكن الغاية الذاتية للقوّة المحرّكة هي الغاية الذاتيّة للقوّة الشوقيّة فيجب-ضرورة-أن تكون للقوّة الشوقية غاية أخرى بعد غاية القوّة المحرّكة.
فإن كانت القوّة الفكرية و التخيّلية قد تطابقتا على غاية القوّة الشوقية، كان ذلك غير عبث، و كانت غاية إرادية.
و إن كان ما يحصل للقوّة الشوقية من الغاية إنّما هو بحسب القوّة التخيّلية لا بحسب المفكّرة، فهو العبث، و هذه الغاية-التي بحسب التخيّل لا غير-إن كان [1]التخيّل هو المبدأ وحده للشوق، سمّي الفعل جزافا و لم يسمّ عبثا.
و إن كان تخيّلا مع طبيعة كالتنفّس، سمّي الفعل قصدا طبيعيا أو ضروريّا.
و إن كان تخيّلا مع طبيعة كالتنفّس، سمّي الفعل قصدا طبيعيا أو ضروريّا.
و إن كان تخيّلا مع خلق و ملكة نفسانية، سمّي الفعل عادة، فإذا وجدت غاية القوّة المحرّكة، و لم توجد غاية القوّة الشوقية، سمّي ذلك الفعل باطلا.
فإذن كلّ فعل نفسانيّ لا بدّ له من غاية حتّى اللعب باللحية. و الساهي و النائم يفعلان فعلا مّا و لا يخلو عن تخيّل لذّة أو زوال حالة مملولة.
و التخيّل شيء، و الشعور بالتخيّل آخر، و بقاء الشعور ثالث، فلا يلزم من عدم الأخيرين عدم الأوّل.