responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 516

أمر آخر إليها قد ينفكّ عنها في أقلّ الأحوال، و حينئذ تكون المنازعة لفظية.

و أثبت الجمهور للقوى الطبيعية غايات؛ فإنّها تتأدّى إلى مسبّباتها دائما أو أكثريّا.

و قد نقل عن بعض القدماء إنكار هذا؛ فإنّ الطبيعة لا رويّة لها، فلا غاية لها و لا غرض.

و لأنّ التأدّي الدائم أو الأكثريّ لو كان إنّما هو إلى غاية طبيعية، لكان التأدّي إلى الموت يقتضي كون الموت غاية.

و أيضا العبث و الجزاف لا غاية فيهما [1].

و الجواب عن الأوّل: أنّ الرويّة لا يحتاج إليها في تحصيل الغاية، بل في تعيينها من بين الغايات المتصوّرة للنفس، أمّا الطبيعة التي لا تفعل إلاّ فعلا واحدا فإنّها لا تحتاج إلى رويّة حتّى تعيّن لها غايتها.

و عن الثاني: أنّ لوازم الغاية ليست غاية و أيضا يجوز أن يكون الموت غاية لحصول سعادة النفس، أو ليحصل لآخرين وجود؛ فإنّهم ليسوا بدوام العدم أولى منّا بدوام الوجود.

و عن الثالث: أنّ لهما غاية.

و تحقيقه: أنّ للحركة الإرادية مبدأين: بعيدا، و قريبا.

و القريب هو القوّة المحرّكة التي في عضلة العضو.

و المبدأ الذي يليه الإجماع ثمّ القوّة الشوقية، و أقصى المراتب هو التخيّل أو الفكر، فربّما كانت الصورة المرتسمة في التخيّل أو الفكر هي نفس الغاية التي ينتهي إليها التحريك كالمختار للمقام في مكان للملال عن مقامه في مكان كان فيه.

و ربّما كان شيئا غير ذلك إلاّ أنّه لا يتوصّل إلاّ بالحركة إلى ما تنتهي إليه الحركة كمن يقصد مكانا للقاء صديق، و لا يكون ها هنا انتهاء الحركة هو المشوق الأوّل لكنّ المشوق الأوّل يتبعه، و يحصل بعده، فغاية القوّة المحرّكة، التي في الأعضاء في القسمين معا إنّما هو انتهاء الحركة و ليس لها غاية غيرها.


[1] . «المباحث المشرقيّة»1:653.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 516
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست