responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 496

في الذهن لا غير و كيف و هو من المعقولات الثانية؟ !

و أمّا الكلّي العقلي فالحقّ أنّه كذلك أيضا؛ فإنّه يستحيل أن يكون في الخارج شيء واحد هو كلّي يقال على كثيرين، بل إنّما وجوده في الذهن، و وجوده الذهنيّ تخصيص له، فهو جزئي باعتبار، و كلّي باعتبار؛ فإنّه من حيث إنّه موجود في النفس، جزئي، و من حيث إنّه يشترك فيه كثيرون، كلّيّ.

و ها هنا فائدة و هي: أنّ كلّيّة الكلّي العقلي يستحيل أن تكون باعتبار صدقه على الجزئيات الخارجية، بل إن كان، فبالقياس إلى الجزئيات الذهنية و ليست هذه الجزئيات هي الجزئيات المستفادة من الخارج-فإنّ زيدا الخارجيّ و الذهنيّ يستحيل أن يكون إنسانا كلّيّا-بل الجزئيات المستفادة من الموجودات الذهنية من أنواع الكلّي العقلي.

و قد قيل: إنّ الصورة العقلية إنّما تكون كلّيّة لأجل نسبتها إلى أمور من خارج على وجه أنّ تلك الخارجات سبقت إلى الذهن فجائز أن يقع عنها فيه هذه الصورة بعينها، و إذا سبق واحد فتتأثّر النفس منه بهذه الصفة، لم يكن لما عداه تأثير جديد [1].

و نحن نقول: إن عنى هذا القائل بالصورة العقلية، الكلّيّ الطبيعيّ فهو حقّ. و إن عنى به العقليّ فقد بيّنّا ما عندنا فيه.

و أمّا الكلّي الذي في النفس بالقياس إلى هذه الصور التي في النفس، فهذا الاعتبار له بحسب القياس إلى أيّ صورة سبقت من هذه الصور النفسية إلى النفس.

ثمّ هذه الصورة تكون جزئية باعتبار ما قلنا. و لأنّ في قوّة النفس أن تعقل، و تعقل أنّها عقلت، و هكذا إلى غير نهاية، و أن تركّب إضافات في إضافات، فيجب أن لا يكون لهذه الصور العقلية وقوف إلى نهاية بالقوّة لا بالفعل.

[72]سرّ

يقال للجسم: إنّه جنس الإنسان، و يقال له: إنّه مادّته.

و الفرق بينهما أنّا إذا أخذنا الجسم جوهرا ذا طول و عرض و عمق من حيث هو هذا،


[1] . «الشفاء» الإلهيّات:209-210.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست