و قد يقولون: إنّ القدرة لا يتّصف بها إلاّ ما من شأنه أن يفعل، و أن لا يفعل، حتّى لو كان من شأنه أن يفعل لا غير، لم يصفوه بالقدرة [3].
و قد نازعهم الشيخ في ذلك، و قال: إنّ الشيء الذي يفعل من غير أن يشاء و يريد، فذلك ليس له قدرة. و إذا كان يفعل بإرادة دائمة لا تتغيّر، اتّفاقا أو وجوبا، فإنّه يفعل بقدرة؛ و ذلك لأنّ حدّ القدرة موجود لهذا؛ لأنّه إذا شاء أن يفعل فعل، و إذا شاء لم يفعل، لكن [4]كلّ من هذين شرطيّ لا يستدعي صدق الحمليّ [5].
[70]سرّ
«القوّة الانفعالية» قد تكون مقصودة [6]التهيّؤ نحو شيء واحد كقوّة الفلك على قبول الحركة على رأيهم، و قد يكون القبول دون الحفظ كقوّة الماء قد يكون [7]عليها.
و قد تكون قوّة على قبول الضدّين كالحرارة و البرودة للجسم.
و الهيولى فيها قبول لكلّ شيء. و يتخصّص قبولها لبعض دون بعض إمّا باستعداد على رأيهم، و إمّا بتخصيص الفاعل المختار على الحقّ.
و اعلم أنّ هذا لا يخلو من فساد؛ فإنّ قوّة أحد [8]الضدّين مغايرة للأخرى، بل هما قوّتان.
و «الاستعداد» منه: قريب غاية القرب، و بعيد، و متوسّط.