و للقدرة جنس و هو الصفة المؤثّرة، و لازم و هو كون الفعل ممكنا، فنقلت إليهما [2]، فيقال للأبيض: «إنّه أسود بالقوّة» و سمّوا الحصول المقابل لهذه القوّة، بالفعل.
و لمّا وجد المهندسون بعض الخطوط من شأنه أن يكون ضلعا لمربّع، و بعضها ليس ممكنا أن يكون ضلعا لذلك المربّع، جعلوا ذلك المربّع قوّة ذلك الخطّ كأنّه أمر ممكن فيه.
و إذا قد عرفت القويّ فقد عرفت مقابله و هو: إمّا الضعيف، أو العاجز، أو السهل الانفعال، أو غير المؤثّر، أو الضروريّ، أو أن لا يكون المقدار الخطّيّ ضلعا لمقدار سطحيّ [3]مفروض.
[69]سرّ
القوّة المؤثّرة إن كانت مصدرا لفعل واحد غير [4]إرادة، فهي القوّة الطبيعية، أو بإرادة و هي القوّة الفلكية.
و إن كانت مبدأ لأفعال مختلفة من غير إرادة، فهي القوّة النباتية، أو بإرادة و هي القوّة الحيوانية، التي هي القدرة. و هي غير المزاج؛ لأنّ تأثير المزاج من [5]جنس بسائطه؛ لكونه كيفية متوسّطة بين الحارّ و البارد، و ليست القدرة كذلك.