responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 475

و كذلك القطع الذي هو الفعل بعد حصوله و استقراره يقال له: «قطع» و يقال أيضا حينما يقطع. و أمّا «أن يفعل» و «[أن]ينفعل» فهما مختصّان بحالة التوجّه.

و قد نازع قوم في وجودهما؛ لأنّ تأثير الشيء في غيره أو تأثّره عن غيره لو كان زائدا، لزم التسلسل، لا دفعة واحدة، بل مرّات غير متناهية؛ فإنّ التسلسل إنّما يعقل إذا تتالت آحاده، و ها هنا الصفة المذكورة تفتقر إلى صفة أخرى، و تأثيرها في تلك الصفة زائد، و يلزم التسلسل بين كلّ صفتين مؤثّرتين و متأثّرتين [1].

و هاتان قابلتان للتضادّ؛ فإنّ ابيضاض الأسود و اسوداد الأبيض أمران لا يجتمعان، و موضوعهما واحد و بينهما غاية الخلاف.

و قابلتان أيضا للشدّة و الضعف لا من جهة القرب إلى الطرف الذي هو السواد؛ فإنّ القريب من ذلك هو حدّ مبلوغ إليه من السواد، بل القياس إنّما هو إلى الاسوداد الذي هو يكون في السواد.

و فرق بين الاسوداد الحاصل القارّ و بين السواد؛ فإنّ الاسوداد يعقل على أنّه غاية حركة، و أمّا السواد فلا يحتاج في تعقّله سوادا إلى مسبوقية الحركة، و كونه غايتها.

و إذا عرفت هذا فمن المعلوم أنّ تسوّدا يكون أشدّ من تسوّد إذا كان أقرب من الاسوداد الذي هو الطرف، و السواد أشدّ من السواد إذا كان أقرب إلى السواد الذي هو الطرف.

و اعلم أنّهم أوّلا نفوا الحركة عن مقولتي «الفعل» و «الانفعال» كما بيّنّاه في الطبيعيّات [2]، و ها هنا أثبتوا الشدّة و الضعف فيهما، و الاشتداد و الضعف [3]فيهما إنّما يكون بحركة [4].

و قد يجاب عن هذا: بأنّ الشدّة و الضعف في الشيء غير اشتداد ذلك الشيء ف‌ «أن يفعل» و «أن ينفعل» فيهما شدّة و ضعف [5].

و اعلم أنّ قولهم: «إنّ في مقولة كذا شدّة و ضعفا» إنّما يعنون به أنّ فيهما شديدا


[1] . «المباحث المشرقيّة»1:584؛ «شرح المقاصد»2:472.

[2] . راجع ص 244.

[3] . كذا في «م» و «ت» و ما في قبال «الاشتداد» هو «التضعّف» .

4 و 5) . انظر «مجموعة مصنّفات شيخ إشراق»1:277.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست