نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 474
أحدها: نسبة تعرض للشيء بحسب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض.
و الثاني: كون الشيء بحيث يشار إليه إشارة حسّيّة.
و الثالث: نسبة تعرض للشيء بحسب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض، و إلى الأمور الخارجة عنها.
و هذا المعنى الأخير هو المقولة عن القوم، فمنه: ما هو بالفعل. و منه: ما هو بالقوّة.
و الذي بالفعل، منه: ما هو طبيعيّ كوضع الأرض بالنسبة إلى السماء. و منه:
ما ليس بطبيعيّ كحال ساكن البيت.
و الذي بالقوّة كما قد يتوهّم قرب دائرة قطب الرحى من القطب، و نسبتها إلى دائرة الطوق. و الدائرتان متوهّمتان فوضعهما كذلك.
و الوضع فيه تضادّ؛ فإنّ هيئة «القائم» و «المتنكّس» هيئتان وضعيّتان تتعاقبان على موضوع واحد، و بينهما غاية الخلاف. و هكذا الحال في «الاستلقاء» و «الانبطاح» .
و هو قابل للشدّة و الضعف كالأشدّ انتصابا و انحناء [1].
و أمّا «الملك» فهو عبارة عن التملّك كما يقال: «الدار لزيد» و «زيد له علم» .
و قد يعبّرون عن هذه ب «الجدة» و «مقولة له» . و فسّرت بكون الجسم محاطا بغيره ينتقل بانتقاله كالتسلّح و التقمّص [2].
و أمّا «أن يفعل» فهو كون الجوهر بحيث يحصل منه أمر في غيره غير قارّ الذات ما دام الحصول في السلوك و التجدّد كالتسخين و التبريد.
و أمّا «أن ينفعل» فهو تأثّر الجوهر عن غيره تأثّرا غير قارّ الذات مثل التسخّن و التبرّد، و إذا فرغ الفاعل و المنفعل عن النسبة التي بينهما من تجدّد التأثير و التأثّر، لا يقال لهما: تأثير و تأثّر، و انتهى التسخّن إلى السخونة قارّة.
و لهذا المعنى عدل عن لفظتي «الفعل» و «الانفعال» إلى قولنا: «أن يفعل» و «أن ينفعل» ؛ لأنّ الانفعال قد يطلق على المستقرّ بعد حصوله كالاحتراق في الثوب.
[1] . حول هذا المبحث انظر: «مجموعة مصنّفات شيخ إشراق»1:276.