و هو مقول على معان ثلاثة: الحقيقيّ-و هو الإضافة نفسها-و معروضها، و المجموع، و يقال لهما: المشهوريّ.
و الأولى جعل لفظة «المضاف» مقولة على هذه بالتشكيك.
و عرّف الحقيقي بأنّه هيئة لا تعقل إلاّ بالقياس إلى غيرها [2].
و هذا التعريف يرجع إلى الدور؛ فإنّ «المقايسة» نوع من الإضافة.
و قد يعتذرون فيقولون: معنى «معقوليّته بالقياس إلى الغير» احتياجه في تصوّره إلى غيره.
و هذا باطل؛ فإنّهم إن عنوا به تصوّره بغيره، لزم الدور. و إن عنوا به تصوّره معه، فالسقف متصوّر مع الحائط و لا تضايف.
فإن قالوا: إنّه متصوّر معه من جهة ما هو بإزائه، يرجع الحال في الموازاة جذعا [3].
و قد يعرّفونه: بأنّه الذي وجوده هو أنّه مضاف فإذا ألزموا ما ألزمناهم أوّلا، اعتذروا بأنّ المضاف المحدود هو الحقيقيّ، و المذكور في الحدّ هو المشهوريّ.
و هذا أعرف من الأوّل، فجاز تحديده به و يرجع حاصل تعريفهم المضاف، إلى أنّه البسيط الذي يوجد أنّه مركّب.
و هو لا يخلو عن فساد.
و اعلم أنّه ليس كلّ نسبة إضافية؛ فإنّ لكلّ ملزوم نسبة إلى لازمه في الذهن -كالسقف للحائط-و إن لم يكن مضافا إليه، فإن أخذت النسبة مكرّرة صارت مضافة.
و معنى التكرير أن يكون للشيء نسبة إلى غيره، من حيث إنّ ذلك [4]الغير نسبة إليه،
[1] . الإضافة هي أحد المقولات العشر، و عرّفها ابن سينا في «النجاة» بأنّها المعنى الذي وجوده بالقياس إلى شيء آخر، و ليس له وجود غيره، و قال الجرجاني: «الإضافة حالة نسبيّة متكرّرة بحيث لا تعقل إحداهما إلاّ مع الأخرى كالأبوّة و البنوّة، و هي النسبة العارضة للشيء بالقياس إلى نسبة أخرى» . انظر: «التعريفات» :45، الرقم 160.
[2] . «الشفاء» المنطق 1:155، المقولات؛ «البصائر النصيريّة» :53؛ «المباحث المشرقيّة»1:555؛ «شرح المقاصد» 2:461، و انظر «منطق أرسطو»1:48.