نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 465
[53]سرّ
من الملكات العلوم و الفضائل، و نعني بالفضائل لا الأفعال المحمودة بل الهيئات النفسانية التي تصدر عنها الأفعال المحمودة بسهولة من غير أن تحتاج إلى رويّة و اختيار مستأنف و تكون بحيث إذا أريد أضداد تلك الأفعال، شقّ على أصحابها، و احتاجوا إلى تكلّف مثل خلق العدالة و العفّة.
و الرذائل-التي هي أضدادها-ملكات أيضا كالفاجر بالخلق يتعذّر عليه التعفّف.
و العلوم ملكات لا باعتبار استيفاء أصول الصناعة و التمهّر فيها للمتعلّم، بل و لو في الرأي الواحد إذا اعتقد، و علم، عسر زواله. و كذلك الصحّة و المرض العسر الزوال.
و من هذا الباب الأحوال أيضا إذا كانت سريعة الزوال.
و من الحالات: الحرد [1]و الخجل، و الغمّ، و الهمّ، و الظنّ، و العقد الذي لم يجزم به، فإذا استحكم شيء من هذه، فهي ملكات.
و الملكات المكتسبة كانت أحوالا في المبدإ، و ليس كلّ حال ملكة في المبدإ فانحلّت حالا.
[54]سرّ
«الألم» و «اللذة» نوعان من الإدراك فهما من قبيل ما عدّدناه.
و «الفرح» و «الحقد» أيضا كيفيتان نفسانيتان.
و سبب الأوّل المادّيّ كون حامله-الذي هو الروح-على أفضل أحواله في الكيفية و الكمّيّة؛ فإنّ زيادة المقدار توجب زيادة القوّة.
و لأنّ كثير المقدار إذا انبسط، بقي منه قسط واف عند الفرح، و قليله تمسكه الطبيعة عند المبدإ و لا تمكنه من الانبساط.